ما يجري كل يوم في ساحات الأقصى من تدنيس الصهاينة وقطعان المستوطنين لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية . فهي اقتحامات منظمة ببرنامج محدد للتأكيد العالم " نحن هنا"
وليست مجرد استعراض ومسير بضع خطوات ، انها تعبير عن حقيقة الصراع وهويته . صراع إرادات بهوية دينية صهيونية حاقدة ، ولا يمكن أن يستمر هذا الاستعراض بل لا بد لهذا الماراثون من الوصول إلى خط النهاية ، وخط النهاية فيه هو المصادمة الأكيدة . سمى الكيان نفسه
" إسرائيل " وهو اسم النبي يعقوب عليه السلام. وجعل الكيان في عَلَمَهُ خطين أزرقين في إشارة إلى الفرات والنيل وهو حلم صهيوني بمملكة بين هذين النهرين ! وهو ما كتبوه على الكنيست : أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل . وجعلوا بين الخطين نجمة سداسية يقولون انها نجمة النبي داود عليه السلام . إذن هوية الصراع واضحة ، والاقتحامات اليومية تؤكد ذلك ، وغرس هذه العقيدة في الأطفال مستمر فماذا نحن فاعلون ؟ يقول لي أحدهم : أليست أرضهم وأن الله كتبها لهم وان موسى عليه السلام جاء بهم من مصر ليدخلوها ؟ أليس عيسى عليه السلام نبيا" من أبنائهم ؟ قلت نعم موسى وعيسى ويعقوب ويوسف وداود وسليمان وغيرهم أنبياء يهود ولكنهم رسل الله وليسوا منخرطين في حركة صهيونية جاءت هنا لطعن حضارة الاسلام ومنع قيامها !! وها هي أمة الإسلام مشغولة بهذا الأمر من بداية القرن العشرين . أما سكنى يهود فلا اعتراض عليه ولم يعش اليهود الاحترام عند الأوروبيين كما وجدوه في بلاد الإسلام. والحمد لله أن هتلر الذي قتلهم وبين السبب في كتابه " كفاحي" ليس بمسلم ، والشكر لله أن هنري فورد الذي فضح اليهود اقتصاديا" في كتابه " اليهودي العالمي " ليس بمسلم . وها هو اليهودي المغربي والسوري والعراقي واليمني والمصري يعيش في بلده دون مضايقة من أحد ، ومن هاجر منهم إنما كان باختياره وليس بضغط من أحد .ولو كانت المسألة أن يعيش اليهودي الفلسطيني في فلسطين فلا اعتراض لكننا لا نقبل بكيان غاصب وكيل عن استعمار غربي . اننا نؤمن بأن المجتمع الصحي السليم لن يكون بلون واحد بل فيه تنوع تقره الشريعة الغراء التي لا تجبر الناس على الدخول في الاسلام " لا إكراه في الدين " رغم توجيه الدعوة للعالمين .
يدرك الكيان أن رحلته لا مستقبل لها مهما طال الزمن ، وأن صاحب الحق لا يمكن أن ينسى حقه ، وأن هذا الكيان لولا دعم الدول الكبرى له لن يستمر فهو مجتمع الرعب والخوف وهذه بالتأكيد ليست معيشة طيبة ولا مستقرة لأنها قامت على أساس نفي الآخر وقتله وتهجيره ومع ذلك لم تنجح في تحقيق الأمن لهم ولا يزال على أرض فلسطين سبعة ملايين من الفلسطينيين . والزمن دوار والأيام تتغير ولطالما كانت هناك امبراطوريات وهي الآن في خبر كان . وربما تكون شرارة المواجهة هذه المرة من هذه الاقتحامات والتي ستثير مليارا" ونصف مليار مسلم وينضم إليهم كل مسيحي من أبناء بلادنا ومن كل منصف في العالم.