يا مهدبات الهدب غنت على وصفي
م. عبدالله الفاعوري
28-11-2022 02:57 PM
غنتها سميرة توفيق قبل عقود من الزمن وها نحن لليوم نحفظ كلماتها ونرددها في كل ذكرى لرحيله، وصفي التل ذلك الرئيس الذي قدم حياته خدمة لوطنه وأبناء وطنه وقيادته الهاشمية، وصفي الذي حاك أجمل النسائج بخيوط من حرير لمعنى الرئاسة التي تبتغي خِدمة الوطن ورفعة المواطن، التي تكرس كل طاقاتها وأوقاتها وتشريفاتها لراحة المواطن الذي هو عصب الوطن ودرعه المشيد.
وصفي التل الذي كان رئيسا مظفرا يلتمس حوائج الناس وظروفهم ويصدر قراراته استنادًا لأحوالهم، استغل كل مزية من مزايا منصبه لخدمة الوطن خارجيا وداخليا والمحافظة على الوحدة والتلاحم والتعاضد لبناء قوة وطنية موحدة ساهمت في نقل الأردن إلى الأمان في مرحلة حروبًا خليجية مشتعلة لم يسلم منها إي قُطر في الإقليم، فمن إشارات حسن صنيعه في منصبه أنه لم يعثر على تركة له بعد وفاة غير بعض الديون والأشياء النفيسة المتواضعة التي تؤكد على عفته كما كان تاج وقار وعمامة عربية أصيلة تسعى لوحدة العرب والضفتين ودعم المقدسات.
واليوم نستمد من هذه الذكرى مناقبه ونحن في مرحلة المئوية الثانية للدولة مع تأكيدات ملكية على ضرورة إشغار المناصب بأكمل الصور فالمناصب تكليف وليست تشريف كما قال الملك في خطاب العرش مؤخرا، فمع سلسلة الإصلاحات والخطوات التي أطلقتها منظومة الإصلاح للوصول إلى حكومة برلمانية تكون من الشعب وتخدمُ مصالح الوطن مع الأخذ بعين الاعتبار لرفعة المواطن، فرحم الله وصفي وأسكنه فسيح جنانه، ونسأل الله في كل الإصلاحات والخطوات المتقدمة ما هو خير للوطن.