"القراءة للجميع" .. أين الجميع؟
طلعت شناعة
28-11-2022 11:48 AM
سأل الخليفة العباسي يوماً المغنّي وااموسيقي ابراهيم الموصلّي : كيف تقضي وقتك يا موصلّي ؟
فقال :
اولاً : في العبادة
والثانية : مع الأحفاد
والثالثة : مع الصمّ والبُكم .
فرد عليه المأمون :
امّا الأولى والثانية فقد عرفناها ، فما هي الثالثة ؟.
فقال : في القراءة. ف الكُتب هي " الصّم والبُكُم. حيث تقدم لك المعرفة وهي لا تتكلم ولا تنطق ولا تسمع .
هذا ما قاله وما كان يفعله أحد أشهر واهم مطربي الزمن القديم " العصر العبّاسي ".
وهو ما خطر ببالي امس وانا في " المكتبة الوطنية " أحد مراكز بيع " مشروع مكتبة الأُسيرة " او " مهرجان القراءة للجميع " ، أبرز مشاريع وزارة الثقافة الذي ظهر عام في 2006 في وزارة الدكتور عادل الطويسي .. والان بلغ عمره 16 سنة.. حيث تقدم " وزارة الثقافة " الاف الكتب للكبار والصغار باسعار رمزية ، فلا يزيد سعر كتاب الكبار على ال 35 قرشا وللفتيان والاطفال على ال 25 قرشا بهدف إنشاء مكتبة في كل بيت .
وكم يحزنني وانا " المُتحيّز " دوما للكتاب باعتباره اهم وسيلة للعلم والمعرفة عبر التاريخ.. قلّة روّاد " المعرض "... ( في اليوم الأول )
رغم معرفة الكثيرين لموعده مُسبَقاً .
بالنسبة لي ، فأنا أحد " مرتادي" و " زبائن " هذا المشروع وانتظره بشغف من السنة للسنة.
فاحرص على شراء ما يلزمني من الكتب كأنها " مواد تموينية " في فصل الشتاء.
وبقدر فرحي بحمل وشراء الكتب المنوعة ، بقدر حزني على " واقع القراءة " و " الثقافة ".. فلا يمكن لكاتب ان يكتب دون قراءة او مطالعة ولا أحد يدّعي انه " ختَم العِلم " مهما بلغ من العمر و المعرفة.
تعالوا الى " زاد المعرفة "..
تعالوا الى " مهرجان القراءة للجميع " .. وعوّدوا ابناءكم على معانقة الكُتُب .. بدلا من الاشياء التافهة التي تشغلهم وتضيع أوقاتهم سُدى .. !