مهرجان الزيتون الوطني رقم 22 الذي انطلق منذ عام 2000 وأصبح علامة جودة وطنية مميزة لا يختلف على نجاحه وتميزه اثنان بجهود الزملاء والجنود المجهولين من المركز الوطني للبحوث الزراعية ووزارة الزراعة، لا بل سطّر الزملاء في اللجان التحضيرية والتنظيمية والتنفيذية قصص نجاح وريادة فيما يتعلق بالتوسع في المساحة والادارة المثلى في ترتيب المشاركين بشكل أنيق ومهني وأدق بجميع تفاصيله.
شكّل هذا الكرنفال الشعبي الذي يتوافد عليه المواطنون العمّانيّون ومن مختلف المحافظات أيقونة ثقافية وتحفة وطنية حيث يتنقل الزائر بين محافظات المملكة وأريافها في مكان واحد ويشاهد ما طاب ولذّ من خيرات البلد بتعب وكدّ واصرار وتفاني أبنائه وبناته في العطاء والاعتماد على الذات ليكونوا أسراً منتجة ومدرّة للدخل، فنجد مختلف المنتجات الريفية من ألبان وأجبان وسمن ومخللات زيتون ومقدوس وخيار وزعتر وسماق وميرمية ونباتات طبية وعطرية وكذلك الحرف اليدوية والمطابخ الانتاجية والكثير الكثير تزيّن المكان وصانعوها ترتسم البسمة على شفاههم يدعو الزائرين للتذوق والقيام بواجب الضيافة لكل من يمر بالقرب منهم.
أما فيما يتعلق بزيت الزيتون، وهو الأفضل جودة وهذا ما يميز الزيت الأردني عن مثيله في العالم، حيث لا يُقبل فيها دخول أي قطرة زيت الى مكان المهرجان من دون فحص، اضافة الى وجود فرق التذوق الحسي من مختلف المؤسسات العامة والخاصة والمجتمع المدني الذين يتواجدون منذ ساعات الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل لاستقبال عينات من الزيت قد يرغب المواطن بفحصها مرة أخرى بالرغم من وجود الملصقات الرسمية التي تتيح امكانية تتبع الزيت ومعرفة مواصفاته ومصدره الكترونيا من خلال QR الموجودة على تنكات الزيت كدلالة ومؤشر على اجتياز الزيت للفحص الفني وحصوله على تصنيف جودة بِكر وبِكر ممتاز وفوق الممتاز في بعض الحالات.
هذا المهرجان الوطني الأضخم في المنطقة والذي عوّدتنا قيادتنا الهاشمية على رعايته، حيث تعتبر هذه الرعاية رسالة ملكية واضحة في دعم وتمكين الأسر لتصبح أسراً منتجة تعتمد على خيرات الأرض مصدراً لرزقها واستدامة عيشها تحقيقا للتنمية الريفية.
لا يمكن وصف الكلمات التي يعجز عنها اللسان في شكر جميع القائمين على هذه الفعالية الوطنية والشعبية ، وأخص بالذكر المركز الوطني للبحوث الزراعية ووزارة الزراعة وشركاء التنمية والانجاز في سبيل ان تحظى على اعلى مراتب التميز وبالفعل كان لها ذلك ولله الحمد، ولعل تزاحم الناس منذ ساعات صباح اليوم الأول خير دليل على اهتمام ورضا المواطنين لما بذلته وزارة الزراعة بتوفير هذا السوق الزراعي بمختلف منتجاته للمستهلك من جهة ودعم الجمعيات التعاونية التي تُعنى بتمكين المرأة والأسر الريفية من جهة أخرى.
ألف مبارك للوطن الذي أثبت أن فيه من الخير الكثير بجهود أبنائه الأوفياء والمخلصين ومسؤوليه الذين كانوا على قدر أهل العزم وعلى قدر الأمانة الموكولة اليهم ليقوموا بواجباتهم بكل مسؤولية واخلاص، وأخص بالذكر معالي وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات وعطوفة الدكتور نزار حداد وفريقه المتميز، والشكر موصول الى سعادة نقيب المهندسين الزراعيين م علي أبو نقطة الذي حرص على متابعة أدق التفاصيل من خلال تواجد النقابة في اللجنة التحضيرية والتي كان لي شرف تمثيل النقابة كمندوب لها في تلك اللجنة، حيث حرصت نقابة المهندسين الزراعيين على تفعيل تواجدها في هذا المهرجان لهذا العام، وتم تخصيص مساحة للزميلات والزملاء أصحاب المشاريع الانتاجية والريادية لعرض منتجاتهم، إضافة الى اليوم العلمي الذي ستتحدث فيه نقابتنا من خلال الخبراء المختصين والشركاء عن أهم الجوانب العلمية والفنية التي تتعلق بالزيتون وزيته وجودته ضمن برنامج الأيام العلمية الذي سيرافق المهرجان بجهود مشكورة ومتابعة حثيثة من ادارة المركز الوطني للبحوث الزراعية.
فقرات متعددة بانتظاركم تستهدف مختلف فئات المجتمع وأعمارهم ومستوياتهم العلمية، ندوات وورش علمية وتوعوية لطلبة المدارس والجامعات والمجتمع المحلي، فقرات أطفال ممتعة وسهرات عائلية تحييها أبرز الفرق الشعبية.
ستكون جُمعة خير وبركة وجمعة خضراء وليست سوداء كما يسوّق لها عالميا بمصطلح (بلاك فرايدي)، واسمحوا لي بتسميتها (أوليف فرايدي) سيزحف فيها المواطنون من مختلف انحاء المملكة لتلبية نداء وطني عنوانه دعم المنتج المحلي الذي جاء من بادية وريف ومخيمات هذا البلد الطيب والخيّر بأهله وقيادته وأرضه المباركة.