توجيه جلالة الملك .. يُحدد مسار عمل الحكومة
العين فاضل الحمود
28-11-2022 12:49 AM
خلالَ زيارة جلالة الملك إلى رئاسةِ الوزراء وترؤسه جانباً من جلسة مجلس الوزراء جاء التركيز على حق المواطنين ووسائل الإعلام بالحصول على المعلومة، وهنا لا بد أن نعي جميعاً مدى حرص جلالة الملك على المكاشفة التي تحدث عنها مرارا وتكرارا والتي تُفضي إلى تقديم المعلومة الدقيقة وتقطع الشك باليقين بكل ما يتعلق بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والخدماتية، مما يُفضي إلى تدعيمِ النهج التشاركي في تحملِ المسؤولية ويجعل المواطن قادراً على معرفةِ التحديات التي يواجهها الوطن، لتكون النتيجة الحتمية بتطوير القدرات على مُجابهة التحديات ويبعدُ المزاجية التي مازالت موجودة عند بعض أصحاب القرار في تقديم المعلومة مما يُعمقُ حالةً من الإرباك والضبابية في الشارع الأردني وباعثًا لإطلاق الاشاعات.
إننا ومن خلال حديث جلالة الملك نوقِن بأن التشخيص الدقيق للمشكلات هو جزءٌ كبير من حلها، لذلك لا مناصَ من الصراحة والدقة والشفافية في تقديم المعلومات المتعلقة بالإمكانيات لمجابهة التحديات والابتعاد عن الأهواء التي تُعلي صوت الضوضاء وتُعمق شعور الفوضى المُفضيةِ إلى الحد من المضي في مسارات الإصلاح والتطور والإنجاز، كما أن التراخي الواضح في مشروع التحديث الوطني أو التراجع عنه أو تأجيله بات أمرًا غير مقبول، ولا بد من تدعيم الخُطى الماضية نحو إنهاء البرامج التنفيذية باتجاه التحديث الاقتصادي ضمن القدراتِ التمويلية المناسبة وفقَ مؤشرات أداء وقياسٍ واضحة للجميع، نستطيعُ من خلالها تحديد العقبات وأوجه التخاذل وبيان الأشخاص غير القادرين على تحمل مسؤوليتهم في هذا الاتجاه، ووأد محاولات التراجع أو التخاذل في مسيرةِ النهضة الوطنية التى أصبحتْ أمراً لا بد منه ولا مناص عنه.
(الذي لا يرى نفسهُ في حجمُ المسؤولية عليه أن ينسحبَ حتى لا يؤخرَ الفريق) هنا جاء الكلام الحزم بلسان جلالة الملك والذي لا بد أن يكون بمثابة دافعٍ للجميع إلى ضرورة القيام بالعمل بإخلاص واتخاذ القرارات بدقة وتحديد المسارات وفقَ الدراسات النابعة من الخبرات وفتح أفق تقييم الذات بشفافيةٍ، ليتسنى لنا جميعاً المُضي قدماً في مسيرة التطور فيكون العمل مبنياً على حب الوطن وخدمة المواطن، وأن تكون الإنجازات حقيقية وملموسةً من الجميع ليتولد الشعور بأن الحكومةَ تعمل لصالح المواطن وفقَ خارطةِ طريق لا تحملُ بينَ طياتها منعطفات التأجيل ومطبات الترحيل وعقبات التسويف، لتكن الكلمةَ الفصل بأننا (فعلنا) وليس (سنفعل) وهنا يجب على كل من يرى في نفسه عدم القدرة على تحمل المسؤولية أن يترك هذه المسؤولية لغيره سيّما وأن جلالة الملك أكد ضرورةِ تفعيل دور الشباب وصناعة القيادات الواعدة المُتسلحة بالمعرفة والخبرة، فمن لا يملكُ القدرة على العطاء فهو يتساوى مع من يقود المسيرة إلى الوراء.
كلام جلالة الملك توجهٌ واضحٌ وجلي يعانق أسمى آفاق الانطلاق باتجاه تحديثٍ عامٍ على الدولة يحتضن كافة مفاصلها، وهنا يجب على الجميع تحمل مسؤوليته مهما كانت عظيمة أو بسيطة باتجاه الوطن، فالجميع شركاء في تقديم التضحية لوطنٍ بحجم الأردن واجهَ ويواجهُ وسيواجه التحديات، فهذا هو قَدر العظماء فالأردن عظيم لديه ملكٌ حكيم وشعب كريم فدعونا جميعًا نُلبي نداء العشق ونصنعُ الفرق.
(الراي)