السياحة صناعة ديناميكية وتنافسية تتطلب القدرة على التكيف باستمرار مع احتياجات العملاء ورغباتهم المتغيرة، حيث أن إرضاء العميل وسلامته ومتعته هي بشكل خاص محور تركيز صناعة السياحة.
في مختلف دول العالم وعلى جميع مستويات التنمية تعتمد الملايين على الوظائف في الشركات في قطاع قوي ومزدهر.
وكانت السياحة أيضَا قوة دافعة في حماية التراث الطبيعي والثقافي والتاريخي والحفاظ عليها.
وبطبيعة الحال للسياحة فوائد عدة: اقتصادية تعتمد كل دولة أو مدينة في العالم بشكل كبير على السياحة كمصدر رئيس للتوظيف والدخل. وبصرف النظر عن عائدات السياحة يمكن للمجتمعات المحلية أن تشعر بالفخر ببلدهم لكونه مكانَا مهمَا للسياح حيث تمنحهم هذه الفرصة لعرض ثقافتهم وتاريخهم وتقاليدهم لجميع الزوار.
ما دفعني أن أكتب هذه المقالة ما شاهدته في العديد من محطات المترو في باريس من إعلانات عن الأردن تحت عنوان "مملكة الزمن " Royaume du Temps وصورة للبحر الميت .وعبارة بالفرنسي هذه ترجمتها "نطير معَا مع الملكية الأردنية".
شعرت بالفخر والاعتزاز بوطني الأردن وتصورت في فكري معظم المرافق السياحية، من مدينتي مادبا والخارطة في الكنيسة للقدس، وموقع صياغة الاسم الذي أعرفه منذ الصغر وأصبح الآن اسمه جبل موسى، ويُدار من الكنيسة الإيطالية على ما أعتقد، وأم الرصاص حيث الكنائس القديمة المهدَمة والموازييك، والبحر الميت والمغطس وجرش وطبيعة الحال أعجوبة العالم البتراء والعديد من الأماكن التي تستحق الزيارة.
وبالعودة إلى إعلانات الأردن في فرنسا، حاولت معرفة من صاحب/ صاحبة هذا الإعلان؟ هل هي هيئة تنشيط السياحة أم الملكية الأردنية؟ أم شركات سياحية خاصة؟ وبعد تقص وبحث تبين أن صاحبة هذا الإعلان شركة مطارات فرنسا الدولية والتي تدير مطار الملكة علياء الدولي.
أعتقد أن ما تقوم به هيئة تنشيط السياحة يحتاج إلى دراسة متأنية وتقييم أنشطتها الحالية وماهي نقاط القوة والضعف فيها، ووضع استراتيجة شاملة لأعمالها المستقبلية.
أما الملكية الأردنية؛ لنكن صريحين الخدمات التي تقدمها أثناء السفر لركابها ضعيفة للغاية والعديد من المسافرين يشكون من مستوى خدماتها مقارنة مع شركت الطيران الأخرى.
أذكر ذلك من منطلق الحرص والغيرة على مؤسساتنا والتي تحتاج إلى خبرات على مستوى عالٍ، إضافة إلى ذلك أهمية التنسيق بين الملكية وهيئة تنشيط السياحة والشركات السياحية الخاصة لإبراز كنوز الأردن الدينية والسياحية في مختلف دول العالم.
موضوع السياحة متشعب ولا مجال هنا التوسع في هذه المقالة. ونسأل لماذا تركيا أصبحت محج للأردنيين ومركز للسياحة والسياحة العلاجية لمختلف دول العالم؟؟ علمًا بأن الأردن من أغنى دول العالم في الأماكن السياحية وتحتاج فقط لإبرازها عالميَا.
ثلاث دول في العالم تسيطر على صناعة السياحة وهي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، ومتى نضيف الأردن إلى هذه القائمة!! هذا التساؤل يحتاج إلى إجابات عديدة.