قرر اتحاد رؤساء ومدراء الحج المسيحي في فرنسا واختصارهم ANDDP، تغيير النهج السنوي لجمعيتهم العمومية وذلك بالإعلان قبل أيام عن أن الجمعية العمومية ستعقد العام المقبل في الأردن. هذا حدثٌ ربما مرَّ عليه القراء الأعزاء في الصحف والمواقع الإلكترونية مرور الكرام، لكنني أؤكد أنه حدثٌ عالمي وغير مسبوق، وهامٌ جدا للسياحة الدينية في الأردن. ذلك أن هذه الجمعية قد تأسست قبل خمس وسبعين عاماً، وكل سنة تجتمع بشكل دوري في إحدى المدن الفرنسية أو أحد المواقع السياحية الهامة، كما عُقدت قبل أيام في مدينة باري لومونيال السياحية الدينية المشهورة في فرنسا، وتبعد 300 متر الى الجنوب الشرقي من باريس. وما ان تم الاعلان عن وجهة السنة القادمة، حتى غصت القاعة بالتصفيق الجماعي، ورأيت الفرح باديا على كل وجه من الحضور الكريم.
لماذا نعتبره حدثاً هاماً؟ لأنه منذ نشأت هذه الجمعية لم يتم التفكير بعقد جمعية عمومية خارج أسوار وحدود فرنسا، وستكون المرة الاولى في المملكة الأردنية الهاشمية، وصراحة هذا ثمرة جهد كبير بذلته معا وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة وموقع معمودية المغطس والسفارة الأردنية في باريس بالمشاركة مع المركز الكاثولكي للدراسات والإعلام، ففي كل عام كانت توجه الدعوة لهيئة تنشيط السياحة والمغطس والمركز الكاثولكي عبر السفارة الأردنية ويتم فعلا التجاوب الايجابي سنوياً، ويتم تخصيص جزء من البرنامج السنوي للحديث عن الأردن ودعم السياحة الأردنية. وقد تحدثت هذا العام بشكل واضح ومنسّق ممثلة السفارة الاردنية سامية نسطاس، ومدير موقع المغطس رستم مكجيان، ومدير السياحة الدينية في هيئة التننشيط عامر الطوال ومدير المركز الكاثوليكي كاتب هذه السطور. ومن هذه الشراكة قد تكوّنت هذه الفكرة بأن تلتئم الجمعية العام المقبل في الأردن.
المهم في هذه الجمعية أنها تضم مدراء ورؤساء الدوائر المختصة بتوجيه رحلات الحج المسيحي من والى فرنسا، وكما نعلم أن فرنسا فيها العديد من المواقع السياحية التي تحتاج أيضا الى تنظيم داخلي، كما الحال في لورد الواقعة في جنوب فرنسا التي يؤمها سنويا ملايين الحجاج، نظرا لمزار السيدة العذراء الشهير، من مختلف أنحاء العالم، ومنهم الكثير الكثير من داخل فرنسا في مواسم خاصة تسمّى الحج الوطني المسيحي.
إذاً هذه السنة ستعقد الجمعية في الأردن وقد تم إعداد البرنامج المبدئي لهذه الجمعية، بمشاركة على الأقل 160 رئيسا ومديرا للحج ومنهم عدد من الأساقفة والكهنة والمختصين بالحج، وسوف يرافقهم أيضا عدد من الصحفيين والإعلاميين لمواكبة هذا الحدث السياحي الكبير ونقله الى كل أرجاء العالم.
نحتاج فعلا الى شكر وتقدير القائمين على هذه المبادرة ولجنة الإعداد، وكذلك يذهب التقدير لهذه الجمعية التي تجاوبت لهذا المطلب لهذا الحدث الكبير، ومن المؤمل أن تكون السياحة بعد ذلك لتلك الجمعية منتعشة جدا وبالأخص من الجانب الفرنسي، عبر تكثيف زيارات الحج المسيحي الى الأردن، والإقامة لمدة أيام متتالية في الأردن. وقد بدأنا نلمس إدخال التطوير على الحج الفرنسي الى الاردن المقدس، بعد عدة اجتمعات سنوية. فصار هنالك مجموعات حج الى الأردن لمدة ثمانية أيام تتضمن زيارات وصلوات في الاماكن التاريخية، ولقاءات مع المواطنين والكنائس المحلية، لكي تكون جسرا واصلا بين الأردن وفرنسا.
كلنا أمل بنجاح هذه الجمعية التي ستنعقد في الاردن في تشرين ثاني المقبل، وسيكون حفل الافتتاح في مغطس السيد المسيح. وكلنا أمل كذلك، بأن تؤتي ثمارا يانعة لإنعاش السياحة من فرنسا الى الأردن. وقد ابتدأ التعاون كذلك مع عدة بلدان مثل إيطاليا واسبانيا والبرتغال، وغيرها من البلدان الأوروبية والعالمية. فالاردن كعادته يفتح ذراعيه لاستقبال المبادرات الايجابية، التي من شأنها دفع عملية السياحة الى الامام، وبشكل مستمر.
جهود مباركة اذا السنة المقبلة، وان شاء الله يتم استقطاب العديد من مسيّري الحج لكي يضعوا الأردن دائما على خارطة خطة زياراتهم المقدسة في قادم الاشهر والسنوات.
(الراي)