حديث الملك في جلسة مجلس الوزراء
ماجد القرعان
26-11-2022 01:14 PM
عودة على بدء بخصوص ما قاله جلالة الملك عبد الله الثاني خلال ترؤسه يوم الخميس الماضي جانبا من اجتماع مجلس الوزراء، يلمس كل من سمع الحديث من نبرة جلالته والمفردات التي استخدمها والنقاط التي ركز عليها شدة واقع احوالنا جراء اداء من تكلفوا بتحمل مسؤولية ادارة شؤون الدولة الأردنية .
الغضب الملكي لم يمر مرور الكرام فقد تصدر لقاءات واحاديث المواطنين ولسان حال الجميع .. الى متى، وما الخطوة القادمة؟ .
الملفت في الأمر ان مجموعة من الأشخاص المتنفعين المعروفين بـ (القبيضة) سعوا الى محاولة التأثر على الرأي العام بتفسير ما قاله جلالة الملك على عكس ما فهمه المواطن الأردني الى درجة ان أحدهم استشهد بمقولة للزعيم الشيوعي لينين لتبرير تفسيرهم لما قاله الملك ومحملا مسؤولية فشل الحكومات لجلالته بالإستناد الى المادة الدستورية التي نصها "تناط السلطة التنفيذية بالملك ويتولاها بواسطة وزرائه وفق احكام الدستور".
وأكثر من ذلك انه برر فشل تعامل الحكومة مع جميع الملفات بسبب جائحة كورونا وأبرز لها انجازات (ورقية) كالمدينة الجديدة التي سبق ان اقترحتها حكومة سابقة وما اعلنته لتطوير القطاع العام من افكار نظرية متجاهلا نتيجة الاستطلاع الذي خرج به مؤخرا مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية ( مؤسسة رسمية ) الذي اظهر ان ثلثي الشعب الأردني لا يثقون بالحكومة ولا برئيسها .
الحقيقة التي يتجاهلها البعض بالنسبة لتطلعات النظام وهدفهم منذ تأسيس المملكة وحتى اليوم أن قادتها يحترمون اصحاب الكلمة والمواقف ويُقدورن من يتحدث للصالح العام، لا بل نراهم يتجهمون ويظهر على محياهم اشارات عدم الرضى عند سماعهم عبارات النفاق والتزلف ومقاطعتم بالتصفيق والتعييش اثناء القائهم الكلمات وراء عبارات عادية .
مشكلة "القبيضة" انهم يتعاملون مع الأحداث على اعتبار انها مواسم للتسحيج لأصحاب القرار على أمل ان يتلقوا المزيد من التنفيعات فالوطن وأهله وقيادته بالنسبة لهم يبقى آخر هموهم، لكن المؤلم أن النفاق والتزلف والشللية اصبحت عناصر رئيسية للتنفع والتكسب فيما الأخذ بالنصيحة الصادقة اصبحت الإستثناء .
وكما قلت في مقالتي السابقة (غضب ملكي .. من يُترجم ومن يُحاسب)، فإني شخصيا لم اتفاجأ بما قاله جلالة الملك خلال حضوره جانبا من اجتماع مجلس الوزراء، فهذا هو ديدن جلالته منذ تولى سلطاته الدستورية يسعى جاهدا للنهوض بالوطن وتوفير الحياة الكريمة لشعبه، لكن هيهات أن نجد مسؤولا سجل سابقة بترجمة التوجيهات الملكية الى واقع ملموس.