لنصوت لمن يُمثلنا .. لا لمن يُمثّل علينا
د. مالك هاني خريسات
26-10-2010 05:08 AM
الحياة البرلمانية لأية دولة هي صورة صادقة لواقع وحقيقة مجتمعها، حيث أن معظم التيارات السياسية والحزبية والأفكار والآراء والمبادئ والقيم التي تسود في أي مجتمع تنعكس سلبا أو إيجابا على المجلس النيابي وأعماله ودرجة فعاليته، باعتباره الممثل المباشر لجميع فئات الشعب ، وصاحب الاختصاص الأصيل في سن القوانين التي تحقق المصلحة العامة وتصون المكتسبات الوطنية، والأرضية الرقابية الصلبة في مساءلة الحكومة عن تصرفاتها وسياساتها العامة وبرامجها التنفيذية الشاملة.
الانتخابات النيابية هي مناسبة وطنية يتوجب علينا كمواطنين ؛ أن نقف مع الوطن وان نوقف وبحزم إفرازات هرمون التحريض على المقاطعة، وان نُعرّي بمشاركتنا الانتخابية أصحاب النقد المتدثر بثياب ومعطف المصالح الضيقة الذين اعتادوا على خلق الذرائع، ودغدغة المشاعر من اجل تعطيل المسيرة الديمقراطية.
وبناء عليه ؛ لا يجوز لتيار سياسي السعي إلى محاولة فرض إملاءاته على الناخبين ؛ وكأنه صاحب وصاية على مستقبل المواطن ؛ فيتعامل معه كما لو كان قاصرا أو طفلا لم يبلغ سن الرشد السياسي.
فالأنظمة الانتخابية في أية دولة في العالم دائما تكون محل جدل واختلاف ؛ فهي ليست قوالب ثابتة ولا نصوصاً جامدة بل هي قابله للتغيير والتطوير والتحديت بما يتوافق مع تطور ونضوج الحياة السياسية،وبما يتلاءم مع الظروف الاجتماعية والسيادية ؛ فالدول المتقدمة ديمقراطيا لم تولد أصلا كما هي الآن وإنما مرت بمراحل مختلفة من التطور والنمو، وأدخلت كثيرا من الإصلاحات على أنظمتها النيابية لتجعلها تراعي مراحل نموها الاجتماعي والسياسي والمدني؛ وعليه ليس هناك مسوغا سياسيا أو قانونيا لأي حزب للمطالبة بالمقاطعة.
فها هو الحراك الانتخابي العام في الأردن يجدد نفسه، ويزهو بمسيرته الديمقراطية ويعيش أبهى صور التنافسية الانتخابية ؛ فتتزاحم صور المرشحين، وتتباين شعاراتهم ليتسابقوا على خدمة الوطن من خلال مجلس نيابي يلبي الطموح.
وعليه فان المشاركة في الانتخابات ليست مجرد ورقة اقتراع صامته يتم وضعها في صندوق الاقتراع بل أنها ورقة ناطقة بمفردات المستقبل؛ فتحمل أملا وتحدد مصيرا وتشكل تفويضا فكريا وقانونيا وسياسيا.
لذا علينا نحن كناخبين قبل أن ندخل غرفة الصناديق ؛ أن نراجع الذات، ونعيد الحسابات، وان نكون على درجة كبيرة من الوعي والإدراك بعيدا عن زيف الشعارات وأن نبحث عن أصحاب الخبرة والثقافة والكفاءات ؛ لننتج مجلسا نيابيا يحافظ على المكتسبات،ويعظم الانجازات،ويسن التشريعات التي تسهم في الارتقاء بالوطن في مختلف الأصعدة وفي جميع المجالات.
وأخيرا أقول ؛ علينا أن نصوت كناخبين مخيّرين غير مسيرين لمن يمثلنا لا لمن يُمثّل علينا ؛ فلنشارك في الانتخابات النيابية القادمة لكي نفرز مجلسا نيابيا قويا مؤتمنا على انجازات الوطن ومصالحه العليا وثوابته الوطنية المثلى بدلا من العزف المنفرد أو التباكي من جديد على أطلال المجلس النيابي القادم الجديد.
Malek_kh71@ yahoo.com
الرأي