«فيفا قطر» .. والحدث القادم؟
حسين دعسة
23-11-2022 12:51 AM
عندما شاهد الشعب الأردني، الكرم الهاشمي النبيل، أدرك ان مشاركة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الحسين، في مونديال 2022 باتت مشاركة لها حضورها الشعبي، فقد أراد ولي العهد، أن تكون الرياضة الأردنية، وثقافتنا الرياضية الوطنية، هويتنا لتحية دولة قطر، على اشراكها حضارات البشرية، في افتتاح المونديال، في سنة مختلفة على العالم.
الأمير، ولي العهد المفدى، فاجأ حفل المونديال، عندما حرك ذاكرتنا الأردنية، العربية، واختار لاعب كرة القدم الأردني الأسبق، إبراهيم مصطفى، الذي عرفته الملاعب بلقبه المحبب، «الرهوان».
الرهوان كان بمعية ولي العهد، وهالة المونديال البهية؛ ذلك أن هذا اللاعب الذكي، هو نموذج من اي لاعب أردني، قدم للرياضة الأردنية والعربية وكرة القدم كل الحب والمثابرة.
هذا هو معنى ودلالات الحضور الفاعل للملك وولي العهد في مونديال قطر 2022,.. وأن يتاح لمواطن أردني، ان يكون في مثل هذه الفرصة لحضور المباراة الافتتاحية في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، فالرهوان، يحمل الحضور الأردني، الشعبي، الثقافي، فالرهوان، هذا اللاعب السبعيني، كان مهاجما في المنتخب الوطني وفريق الفيصلي في عقدي السبعينيات والثمانينيات، ويوصف بالهدّاف الأسطوري لتسجيله قرابة الـ 400 هدف، هي نبض كل أردني وعربي.
.. في عمق العلاقات الأردنية-القطرية، والاردنية–الخليجية، ومع العالم، كانت لحظات الترقب، الملك وولي العهد، في استاد البيت بمدينة الخور، ومعهم سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، يعتز بوجود كل العالم، بين يدي صناع المستقبل، في حدث دولي، يقرب واقعنا، قضايانا، اقتصادها من العالم اليوم، فكيف اذا كانت الدولة المضيفة قطر، بكل الابهة والمكانة الدولية، التي لم تمنع الشعوب، العاشقة لفنون كرة القدم، والجمال، وقطر لها باع في هذا، وحديث مشهود في كل مكان.
وأعرب جلالة الملك لسمو الشيخ تميم عن تمنياته لدولة قطر الشقيقة بالنجاح في استضافة بطولة كأس العالم، مشيدا بجهودها الكبيرة التي بذلتها من أجل تنظيم هذا الحدث العالمي.
حراك دبلوماسي وسياسي ونيابي شعبي، تشهده الأجواء الأخوية المشتركة في العاصمة عمان، كما في العاصمة القطرية الدوحة.
علامات ومؤشرات متتالية، متوافقة، دالة على اهتمام، بنكهة خاصة، يعززها، ذلك التاريخ والمد الحضاري، من العلاقات الأردنية القطرية في المجالات كافة.
ينتبه الملك وبتعضيد من سمو ولي العهد الأمير الحسين، إلى حلم العلاقات الأردنية القطرية، والتي، صقلها المد الهاشمي، فمنذ أقل من نصف عام، كانت زيارة الملك عبدالله الثاني للدوحة الزيارة الأولى منذ 2014، ورافقته خلالها الملكة رانيا العبدالله، وفي هذه الزيارة، احتضنت قطر، على مدى يومين، أعمال القمة القطرية الأردنية بين الملك عبدالله الثاني وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، والتي شهدت بحث العلاقات الأخوية التي تربط دولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية، وسبل توسيع التعاون في المجالات كافة، إضافة إلى المستجدا? الإقليمية والدولية، كما تم توقيع اتفاقيات اقتصادية وثقافية واستثمارية بين البلدين الشقيقين.
وفي الأعراف والتقاليد والقيم الأردنية، دولة ودبلوماسية راقية، مدها الأساس، الرؤية الملكية السامية، فكانت قطر، نقطة محبة وجذب لتمكين الشباب الأردني، والاستثمار، والثقافة، والفاعلية عبر سنوات الإعداد للمونديال، وغيرها من القضايا المشتركة.
في الأردن، مثلما في قطر، يحرص الملك عبدالله الثاني، على ديمومة الحراك السياسي والاقتصادي، والإنساني، أردنياً قطرياً، متوافقاً، ومتزامناً مع عديد الأحداث الدولية وأزمات، ليس أقلها الحرب الروسية الأوكرانية، وتجهيزات قطر لاستقبال وإدارة وتنظيم المونديال العالمي في كأس العالم، الحدث الذي لم يتأثر، إلا برسالة المحبة والفخر بهذا المنجز والذي، هو حضور إنساني وحفر في قدرة الشعوب على التحدي والمحافظة على الأصالة والانجاز العالمي.
عمليا:
بين مونديال فيفا قطر 2022.. والحب المشترك، لقطر المستقبل والاستجابة، علينا التذكير، إن العلاقات الثنائية بين قطر والمملكة شهدت منذ انطلاقها على مستوى السفراء قبل خمسين عاماً أي منذ عام 1972، تطوراً ونمواً كبيرين في كافة المجالات، بفضل الرؤى الحكيمة للقيادتين، مسجلة صورة مشرقة وناصعة في سجل العلاقات العربية.
.. وفي قمة الملوك والامراء والقادة، واقطاب الرياضة والثقافة والعمل الإنساني والإعلام، كانت الهوية الوطنية الجامعة، محورها الإنسان، نحو استدامة، لهذا، فما بين الأردن المملكة النموذج وقطر الحضور الناجح في المستقبل النابض بالحيوية، تعمل السياسة القطرية التي يقودها سمو الشيخ الأمير تميم، على مبدأ التواصل السياسي والحضاري والثقافي والاقتصادي والتربوي، ذلك أن قطر، باتت دولة محورية واستراتيجية بالنسبة للخليج العربي ودول المنطقة والشرق الأوسط والعالم.
يمتلك الملك، وولي العهد، كاريزما شعبية، قيادية، مع الرؤية الملكية، بكل أبعادها. وتأكيدا، بعد افتتاح المونديال الحضاري، الثقافي، ان دولة قطر ستستمر في بحث الفرص للتعاون والمحبة، وسيكون للعلاقات نكهة من ذاكرة اهم مونديال في هذا القرن.
.. وكان اللقاء في ظلال المونديال، بهجة، وأمن وأمان، هامش فيفا قطر، شكل أيقونة وبات عنواناً دولياً للدبلوماسية والحوار، وفنون كرة القدم.
تطمح المملكة، إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ولاسيما في مجالات عدة، لعل أبرزها الطاقة والاستثمار، والأمن الغذاىي والدبلوماسية المشتركة،.. ووجود المملكة النموذج، في قطر، وجود بهي، مثمنا الدعم القطري للأردن خصوصا في مجال توفير فرص العمل للشباب الأردني من خلال المبادرة القطرية لتشغيل 10 آلاف شاب.
.. و صورتنا، تعلي من فرصة جعلنا، نكون في المستقبل، وهذا الفخر الذي، أشار إليه الملك، في تعزيز لكل القيم التي أرساها جلالته، حكمت طبيعة عمق العلاقات الأخوية والراسخة بين البلدين الشقيقين الأردن وقطر.
.. تبادل الوعي والانتباه إلى استشراف المستقبل، يعد اكبر دعائم ترسيخ العلاقات القطرية الأردنية التي نجحت في أن تسير باتجاه المزيد من التعاون والتكامل في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية وفي مختلف المجالات، مع وجود العديد من الاتفاقيات بين البلدين في معظم القطاعات سواء في الرياضة أو الاقتصاد أو الثقافة، وايضا في الرياضة، الخبرة الراقية مع المونديال.
.. انها نظرة مستقبلية، إذ يمتلك الأردن وقطر، محركات سياسية وقومية ودبلوماسية لها وزنها في قارات العالم، كما ان المملكة الأردنية الهاشمية ودولة قطر، كانتا، وفق قيادتيهما، مع الحكمة والسلم المجتمعي، وبناء السلام والأمن والتعايش والعدالة الاجتماعية.
.. كما يحرص أطياف الشعب الأردني، والأشقاء القطريون على إنجاح كل الأحداث السياسية والفكرية والثقافية والتبادل في الأفكار، والفعاليات الرياضية والأحداث الفنية، وإنجاز الأحداث المقبلة، ككيان مشترك، يسهم في التنمية والحضارة الإنسانية.
*huss2d@yahoo.com
الرأي