المبالغة في جلد الذات، والمقارنة بين الأردن وقطر فيها ظلم كبير للنفس وإجحاف بحق الوطن.
قطر دولة حباها الله بثروة نفطية هائلة، مع عدد سكاني قليل، ولديها فائض نقدي يقارب تريليون دولار، فاستغلت هذه الوفرة المالية لبناء قوة ناعمة في المجال الإعلامي والرياضي، وهي بذلك تسير على خطى دبي وإن كان هناك بعض الاختلافات.
لو كان لدينا في الأردن هذه الوفرة المالية بإمكاننا استضافة كأس العالم، وبإمكاننا أيضا أن نبني ملعبا على شكل (رأس جميد كركي) وملعبا آخر على شكل (طاسة رشوف)، وأن نصنع من موسم قطاف الزيتون حدثاً عالميا يستحق المتابعة.
بإمكاننا أن نُترجم ما شئنا من الكلام، وأن نكتب للضيوف القادمين من شتى أصقاع الأرض ما نريده نحن، وأن نجعل من البتراء مكانا يؤمه خمسين مليون سائح سنويا، وأن نجعلَ فنادق البحر الميت تعج بكبار السن الباحثين عن علاج لآلام الركب والمفاصل.
بإمكاننا أيضا أن نبني ناطحة سحاب على شكل (حبة بندورة) وأن نجعل من (القلاية) الطبق الرسمي لكأس العالم، وأن نأمر (بوراك) أن يقلب القلاية أمام ملايين المشاهدين حول العالم.
نستطيع كذلك أن نجعل قناة ناشونال جيوغرافيك تخصص عشرات الساعات من البث الفضائي حول وادي رم، وأن تضع هذا المكان الساحر في أعين المشاهدين في كل أنحاء العالم، وأن نشغل كذلك الخط الحديدي الحجازي-الأردني بحطب السنديان المستورد خصيصا لهذا الغرض، ونستطيع كذلك ان نجعل (الباص السريع) يطير في الهواء لينقل المشجعين اختصار لأزمة المرور في قلب العاصمة عمان.
نعم نستطيع، المال يستطيعـ المليارات تصنع كل شيء في هذا العالم، وكفى جلدا للذات دونما سبب.
سليمان بن غيث/ كاتب وباحث في الشأن السياسي