لقد كان لوقع هزيمة الجمهوريين في الإنتخابات النصفية الأخيرة صدى كبيراً لدى قاعدة الحزب وبين أروقة القيادات، خاصة أن هزيمة الجمهوريين في مجلس الشيوخ وحصولهم بالكاد على الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي قد جاء بعد أن توقعت كل إستطلاع رأي تقريبا "موجة جمهورية حمراء".
فور إعلان نتائج مجلس الشيوخ والتي سبقت إعلان نتائج مجلس النواب كانت الأسئلة التالية تتردد في الإعلام الأمريكي، هل ترامب هو الخيار المناسب للحزب الجمهوري لخوض الإنتخابات الرئاسية في 2024 ؟، هل خاطب الجمهوريون الناخب الأمريكي بشكل صحيح؟، هل قمنا بتبلغ رسالتنا بشكل لائق؟، هل رتب الجمهوريون أولوياتهم بشكل إستراتيجي؟.
لأول مرة ضجت قناة Fox News الداعمة للحزب الجمهوري، والتي كانت المنصة المفضلة للرئيس ترامب لمدة سبع سنوات بهذه الأسئلة التي شككت في قدرة ترامب على قيادة الحزب الجمهوري في السباق الرئاسي القادم، بل وحملتهُ مسؤلية الهزيمة، ذلك أنهُ قد راهن على مرشحين لم يتمتعوا بشعبية كبيرة داخل الحزب الجمهوري، كما أنهم إفتقروا إلى التمويل اللازم.
بالرغم مما سبق من مقدمات إلتزم الرئيس السابق ترامب بإعلانه الهام وأعلن يوم الثلاثاء المنصرم عن ترشحه للإنتخابات الرئاسة القادمة، في محاولة لقطع الطريق على أي مرشح آخر من داخل الحزب الجمهوري، ربما كانت لتنجح هذه الإستراتيجية لو كانت نتائج الإنتخابات النصفية إيجابية لصالح الجمهوريين، ولكن مع النتائج المخيبة لآمال المرشحين الذين دعمهم ترامب فيعد ذلك مؤشراً واضحاً على إهتزاز القاعدة "الترامبية" وعدم إيمان مجمل قاعدة الحزب الجمهوري بها.
لقد بدأ النقاش بالفعل داخل الحزب الجمهوري حول من يمكنه قيادة السباق الرئاسي القادم، ومن الأسماء التي تتردد وتمتلك قاعدة صلبة داخل الحزب، نائب الرئيس السابق مايك بنس، وحاكم ولاية فلوريدا رونالد دي سانتوس، ونيكي هيلي السفيرة الدائمة السابقة لدى الأمم المتحدة.
مهما كانت الأسماء التي تتردد اليوم أو تلك التي التي ستفاجئنا غداً، فإن هناك أمر واحد مؤكد فقط وهو أن الطريق أمام ترامب لم يعد معبداً داخل الحزب الجمهوري.
خالد قشوع/ طالب في المعهد الانتخابي
حزب المستقبل