عشر سنوات وزيادة مضت من تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية نشهد حقائقها وتطل علينا ببشائرها في صدق تاريخي ، فيها تجاوزت الدولة والأمة والحياة أوضاعها السابقة إلى أوضاع أخرى تعكسها قيادة الملك وكشفت لنا أطرافا كثيرة من ولائه لمسؤولية الحكم أهلته بامتياز لاستيعاب آمال وطموحات هذا الشعب وحولها إلى انجازات ومكتسبات على امتداد ساحة الوطن .
ملك يفتح القلوب والعقول على مسيرة الخير والنماء والجد والعطاء يلتمس الحكمة والصواب من ألسنة الصادقين وأصحاب الرأي ، كل هذه الرؤى وهذه الانجازات والمكتسبات لم تكن لتعمل بمعزل عن الناس وحقهم في الرأي والمشاركة وصنع القرار، فشارك جلالة الملك معظم فئات الشعب وجالسهم وأسمعهم وسمع منهم وكذلك المشاركة الحقيقية لمؤسسات الدولة، وبهذا رفع الملك حفظه الله لواء الحياة الحرة الكريمة للناس يعزز قيم الحرية والكرامة والعدالة والمساواة للجميع .
وبالرغم من وضوح الرؤية والمشاركة والإنجازات كانت هناك قوى سياسية واجتماعية واقتصادية تعمل من أجل مصالحها وامتيازاتها ومكتسباتها ، وبالتراضي بينها ومن أجل مصالحها تجاوزت مصالح الوطن والمواطن، هذه القوى كانت مسلحة بسلطة مناصبها وشرعيتها الدستورية ، مما دفع الملك بالتدخل ليحسم مثل هذه الأمور لصالح الوطن .
من أجل كل هذا نريد مجلس نواب يمثل إرادة الوطن وإرادة المواطنين ، من أجل حاضر ومستقبل أفضل . وعليه وبتوجيه من جلالة الملك للحكومة وبإرادة سياسة حازمة ستكون انتخابات عام 2010 حرة نزيهة مختلفة عن انتخابات الماضي .
ومن مشاركتنا ومتابعتنا ومشاهداتنا لسياسات وإجراءات الحكومة وما يقوم بها رئيسها دولة السيد سمير الرفاعي الذي نثق بقدرته ، ونائبه وزير الداخلية معالي ألأستاذ نايف القاضي الذي نثق بقدرته أيضاً ، وقدرة المحافظين في جميع محافظات المملكة ، وكذلك قدرة الأجهزة الأمنية المسؤولة عن أمن وصيانة هذه الانتخابات وقيام الجميع بتحضير كل ماهو مطلوب لتنفيذها على أكمل وجه دستوري وديمقراطي تنفيذا لرؤية جلالة الملك .
وبناء على ذلك ندرك تماما أن الحكومة مصممة على أن تكون انتخاباتنا لهذا العام حرة نزيهة مختلفة عن ما سبقها ، وتقف على قدم المساواة من جميع المرشحين ، ومصممه لأن تجري الانتخابات في مناخ دستوري وقانوني ، تحوطها قوانين وإجراءات وتعليمات لتبرهن للأردنيين وللعالم بأن الأردنيون حكومة وشعب قادرون على ممارسة الديمقراطية ، ومصممة أيضا من الخروج من الماضي القريب الذي لم يعطنا ما نريد.
وعليه فإننا نتقدم بالشكر للحكومة على جهودها لتحقيق هذه الغاية ولم يبقى أمام مجتمعاتناإلا أن تدرك وتعي جيدا أن انتخاباتنا لهذا العام هي مسؤوليتنا نحن أولاً، لأننا نحن المعنيين بالاقتراع والاختيار والمشاركة للاحتفاظ بحقنا في صنع القرار من أجل حقوقنا،وأن مشاركتنا تمثل حقيقة مجتمعاتنا وثقافتها ووعيها وضميرها وحسن أدائها لتقوم بحقيقة دورها.
ومن على منبر عمون الوطني أدعو أخواني الأردنيين وأخواتي الأردنيات أن تشكل انتخابياتنا هذا العام حاله من الوعي الجماعي لنشارك جميعا في الاقتراع واختيار نائب الوطن الذي نريد وبصوتنا تتحقق آمالنا وأمانينا لتكون هذه الانتخابات استفتاء حقيقيا على حال الوطن والمواطن ، وعلى حقيقة مجتمعاتنا ، وعملية استفتاء على إجراءات الحكومة ، وعملية استفتاء على المرشحين باختيار الأفضل ، وأن يكون التدافع بين الجميع ليشكل عملية خروج من الماضي ،وعملية تدافع بين حق نريده للوطن ولنا ، وباطل نرفعه عن الوطن وعنا ، وبين نزاهة وشرف نريده لوطننا ، وفساد ومحسوبية ندفعها عن الوطن وعنا .
الوطن بحاجه الى مجلس نواب كريم يمثل ارادتنا ، ويكون صورة صادقة تصدق وطنها وقيادتها ومواطنيها.
مجلس نواب يمثل قيم الدولة وقيم الوطن وقيم الدستور وقيم تاريخنا وتقاليدنا.
مجلس نواب قادر على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية .
مجلس نواب قادر على التغيير والتأثير في حاضر الأمة ومستقبلها ويجدد ضمير الوطن .
مجلس نواب يستوعب امالنا وتطلعاتنا ويصون حقوقنا الدستورية.
مجلس نواب يشرع للوطن ويراقب الحكومة بضمير ويحاسبه بعدل ويمكن لقيم الحرية والعدالة والمساواة وقيم النزاهة والأمانة لصالح الوطن والمواطن دون تمييز .
مجلس نواب يحافظ على المال العام الذي يجب أن يؤخذ بحق والتصرف به بحق .
وبهذا فإننا جميعا حكومة وشعب نقف على مفترق القدرة ، الشعب باختيار نواب وطن ، وقيام الحكومة بواجباتها لتنفيذ هذه الانتخابات ، كما أعلنت وتعلن بأن تكون حرة نزيهة ديمقراطية بإذن الله .
لأننا جميعنا نريد وطناً نحترمه ويحترمنا ،نعطيه ويعطينا ، يليق بنا ونليق به ، لا مكان فيه لباطل ولا ظلم ولا فساد ولا محسوبية ، وعلى الأردنيون أن يصنعوا قدرهم ، وحاضرهم ومستقبلهم .
الحكومة و مجلس النواب الذي سيمنحها الثقة ، تشكل حالتهم عهدا جديدا لتنفيذ رؤية جلالة الملك وتكون مسؤوليتهم عدلاً وانتماءً وأمناً وبناءً وانجازاً .
Mr.khaledr@yahoo.com