افتتاح كأس العالم والهوية العربية
د.حنين عبيدات
21-11-2022 08:47 AM
دائما ما أكتب بأن كرة القدم عبارة عن ميدان هام لتبادل الثقافات العالمية، وهذه حقيقة فعليا.
إن ثقافتنا في دولنا العربية ثقافة عربية إسلامية، فمن الطبيعي جدا أن تظهر أي دولة عربية هذه الثقافة للآخر وهذا هو الأصل، وقطر الآن تظهر هذه الصورة للعالم الآخر، والمهم في ذلك أنها تعطي الصورة الحقيقية للعالم العربي والإسلامي بأنه عالم بريء من التهم التي صنعت له، كالإرهاب وغيره .
أبدعت قطر في افتتاح كأس العالم والذي يعتبر ملتقى الحضارات والثقافات العالمية في إبراز الحضارة والثقافة العربية والإسلامية، وكان التراث العربي في الإفتتاح واجهة العرب للعالم، واللغة العربية (لغة القرآن الكريم) سيدة اللغات .
ترسيخ الهوية العربية ضرورة حتمية في الوقت الحالي وهي الهوية القائمة على التراث والتاريخ العربي الذي يحمل القيم السامية و الثقافة الجامعة والأخلاق المستمدة من الأديان، و خصوصا بعد أن عاشت الدول العربية حالة من الفوضى بسبب تشويهها بصناعة السياسات العالمية و وصفها بأنها مصنعا للإرهاب، وهذا خاطيء تماما، فمن صنع الإرهاب هم أهله بعيدا عن العرب والمسلمين .
قطر أظهرت في افتتاح كأس العالم الهوية العربية بأبهى حالاتها والحقيقية منها من الأصل و التراث إلى الحداثة مع المحافظة على هذه الهوية والثقافة المستمدة منها، وأثبتت بأن التمسك بالهوية العربية والعمل بالحس العربي هو من باب القناعة بأننا موجودين على الخارطة العالمية، وهذا ما يعزز وجود الوطن العربي تاريخيا وحضاريا ويعزز الذات العربية .
بينت قطر في افتتاح كأس العالم ثقافتها الإسلامية القائمة على حب الآخر والتكافل الإنساني وأن الإسلام دين السلام والمحبة وتقبل الآخر، فمن لوحات الإفتتاح أن أجري حوار بين الشاب القطري (ذو الإحتياج الخاص غانم المفتاح) والممثل الأمريكي مورجان فريمان، وكان الحوار هدفه راقي، ولكن الشاب القطري كان مقنعا أكثر بقوة حجته وتعبيره وعزز ذلك باقتباسه آية من القرآن الكريم، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وهناك جانب إنساني قد أظهره الإفتتاح في أن الإنسانية اساس الهوية العربية ولا فرق بين أي إنسان والجميع سواسية، من خلال اظهار الشاب (ذو الإحتياج الخاص غانم المفتاح ).
أما عن دور المرأة في لوحات الإفتتاح، فظهرت بالزي التراثي القطري العربي بلوحة محترمة ومتزنة، حريصين على إظهار الثقافة العربية و الإسلامية بعيدا عن أي ابتذال، فالمرأة العربية تستحق دوما أن تكون في المقدمة مع الحفاظ على هويتها وثقافتها العربية .