في حالة إستثنائية ومن على منصة من أهم منصات اللقاءات الانسانية الحديثة، نجحت قطر في العزف على إيقاع الأمم، لتمثل أمة العرب وكل مسلمي العالم وتتقدم بنسخة مختلفة من نسخ كأس العالم الذي ينتظرها جيل كامل كل أربع سنوات، حيث تتنافس دول تحمل الامكانات السكانية والاقتصادية والرياضية، ولقد نجحت قطر في تحقيق كل الاستحقاقات الخاصة بالاستضافة ، رغم معارضة الكثير الذين شككوا بامكانيات قطر في مختلف المجالات لاستضافتها، ولكن ذكاء القطريين جعلهم يوظفون التراث العربي والقيم الاسلامية برقي وتحضر.
"نحتفي بالاختلاف" كلمات وردت في كلمة الشيخ تميم بن حمد أمير قطر مهندس عالمية قطر، وتحويل الدوحة الى عاصمة للرياضة والاعلام ومنصة للخير والجمال والتعاون، والتي كانت مدينة تحمل في أروقتها مكانًا للتصالح والوحدة ونبذ الخلاف والحروب.
لم تعد قطر مصدرًا للمال وحسب، ولكنها مصدرًا للتعاون والوحدة، فقد جعلت من بطولة كأس العالم لهذه الدورة منصة للقيم والتراث العربي، وكنا سعيدين جدًا أن يتم إفتتاح الدورة من ايات القران العظيم ، وفي إطار التعاون والاختلاف قدمت قطر لوحات الافتتاح لتمثل عمقًا حضاريًا والتوحد كقبيلة في ظل خيمة الأرض وعلى العالم أن يقوم بتغيير الصورة النمطيه من الوطن العربي بالحوار والمشاركة وإدماج الاخر.
وقد مثلت لوحة العبور تراثا مثل سماحة الاسلام وأصالة الاخلاق العربية وازدانت بالحوار الذي مثل "نحن والعالم " بين النابغة القطري ونجم وسائل التواصل الاجتماعي اليوتيوبر "غانم مفتاح " والممثل العالمي المرموق "مورغان فريمان " وعلى خلفية أغنية المطربة القطرية دانا "ليتني خيمة " التي قالت ما نود قوله الى الاخر الذي يشاركنا هواء هذا الكوكب وماءه وغذاءه.
وبعيدا عن نتائج المباريات وهوية بطل العالم، فلقد نجحت قطر في تمرير رسالة إلى العالم مفادها " نحن معشر العرب قادمون لنكمل المشهد الحضاري الانساني وأننا لن نتنازل عن قيمنا وعاداتنا ونفتخر بها.
الحالمون والطامحون في أمتنا مثلتهم قطر بكل إباء وشموخ وجعلتنا ننظر بفخر إلى تراثنا وتاريخنا وقيمنا، وأعتذر في كل ما كتبته بما لا تستحقه قطر وللمشككين من كل بلاد الدنيا أننا حماة الدين وأحفاد الانبياء، نعج بالاختلاف والتنوع وننتسب الى اسماعيل ويعرب معا، وأن ما يجمعنا على هذه الارض اكثر من الذي يفرقنا، نجتمع كقبيله وقطر تحمل رسالة الأمة الى العالم.
وعلينا أن لا ننسى كيف لصقور الشام والجزيرة قد أحاطوا بتميم وحمد سندا ودعما لقطر وكل ما تقدمه للعالم من جمال.