لسلطنة عُمان نكهة خاصة، تميزها عن سائر البلدان، إذ تجمع بين الأصالة والحداثة والنقاء والصفاء والتعايش ، شعبها محب للخير وللغير، يحترم ذاته ويقدر غيره، ويعترف لكل ذي فضل بفضله ولا يضيره ذلك فتلك صفة النقي الواثق، شعب يضم تنوعا متناسقا في تركيبته الإجتماعية تشكل لوحة فسيفسائية رائعة،
عقده الاجتماعي بين القيادة والشعب فطري عفوي مبني على التكامل والتناغم والحب.
في عُمان السلطنة أنت صاحب البيت ولسان الحال:
(يا ضيفنا لو زرتنا وجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل)
في عُمان نهضة متزنة موصولة بعيدة عن صخب الإعلام وضجيج الخطط وزحمة الاجتماعات والتسابق للميكرفونات، فالأفعال تتحدث والواقع يشهد ورضى الناس خير دليل.
في السلطنة النظام محترم بعيدًا عن عين الرقيب البشري، فالاحترام في قاموس العُمانيين ثقافة تتوارثها الأجيال، لا يصطنعونها ولا يجملونها، في الشارع لا تحتاج إلى بذل جهد لأخذ حقك لتعبر بسيارتك أكنت عُمانيًا أو ضيفًا، فأنت في نمط غربي بأصالة عربية وخلق سليم ونهج قويم.
في السلطنة يلتقي السائل والمسؤول والكبير والصغير والرجل والمرأة على حب الوطن، فما يميز العُمانيين أنك إذا ما التقيت أحدهم حدثك عن عُمان بشغف وحماس وحب متدفق، فتشعر وكأنك تستمع إلى قصيدة غزل عفوية تتدافع حروفها دون قصد ومن غير عناء لنظمها.
هذا غيظ من فيض أقوله بحق سلطنة الحب لا مجاملًا، فقد تعاملت مع أهلها محاضرًا ومدربًا وضيفًا، وكان لي شرف رئاسة لجنة الأخوة الأردنية العُمانية في مجلس النواب الأردني الثامن عشر، فعرفت أهلها عن قرب فيستوي في التواضع والقرب والإيثار والكرم كبيرهم وصغيرهم، تستوي حلاوة منطقهم مع روعة الحلوى العمانية رقة وذوقا.
والعُمانيون يعرفون بل ويدركون حجم العلاقة الحميمية بين القيادتين الحكيمتين في البلدين إذ أسسها الأخوين الكبيرين الحكيمين الفقيدين الملك الحسين بن طلال والسلطان قابوس يرحمهما الله، واستمر على ذات النهج الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وأخيه هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد حفظهما الله.
هذه السطور المتواضعة أكتبها من القلب إلى شعب حبيب وقيادة حكيمة ممزوجة بالتهنئة والتبريك بالعيد الوطني الثاني والخمسين لسلطنة الحب، والله ولي التوفيق