ساعات قليلة تفصل العالم عن اطلاق صفارة البداية لمونديال الدوحة العالمي في قطر، ليسجل التاريخ ان هذه البطولة ذات التاريخ العريق تقام لأول مرة في دولة عربية مسلمة، واستطاعت قطر من خلال رحلة صعبة انتزاع الفوز في إقامة هذا الحدث الكبير على أرضها، والأمر بالتأكيد لم يكن سهلاً والطريق لم يكن معبداً بالورود وحتى هذه الساعات القليلة التي تفصلنا عن صفارة الانطلاق لا زالت قطر تتعرض لهجمة عنصرية بغيضة من قبل كثير من دول الغرب تلك التي لم تستوعب حتى اللحظة ان دولة عربية مسلمة استطاعت احتضان هذا الحدث العالمي والتاريخي بنجاح كبير وانجاز واضح للجميع.

يتحدثون في الغرب عن حقوق الانسان وحقوق العمال وينتقدون وضعهم في قطر ظلماً متناسين تاريخهم الطويل في هضم هذه الحقوق.

من حق قطر ان تصر على المحافظة على عاداتها وتقاليدها وشرائع دينها ومن واجب الجميع احترام هذا الحق لدولة تتمتع بالاستقلالية والسيادة التامتين.

الذين يتحدثون عن حقوق الانسان يتجاهلون بقصد حقوق المسلمين في الهند والصين وغير المسلمين ويسمحون لانفسهم باضطهاد الآخر.

ماذا فعلوا بالمهاجرين؟، ألم يتركوا الاف منهم يموتون في البحار والمحيطات لعدم السماح لهم بدخول أراضيهم؟، لماذا يقفون بوجه حق المسلمين الذين يعيشون عندهم بحرية العبادة؟، وقصة الحجاب لازالت مستمرة فصولها حتى اللحظة تنتهك ابسط حقوق الإنسان في العيش الكريم بحرية، وفوق هذا كله يتناسى الغرب الذي يدّعي الحرية والحفاظ على حقوق الإنسان دعمه المطلق للكيان الاسرائيلي في عدوانه على فلسطين واحتلال ارضها وتشريد اهلها وقتلهم وتدمير البيوت على ساكنيها ولا زال سدنة السياسة عندهم يعتبرون ذلك دفاع عن النفس.

أيوجد ابشع من هذه العنصرية والاعتداء على حق الانسان بالعيش على ارضه بأمان؟، نسوا كل هذا وفقدوا اعصابهم عندما استطاعت دولة عربية ان تنجح في إقامة تظاهرة عالمية على ارضها دون ان تطلب دعما من احد، لقد بلغت العنصرية عندهم حد كشف عن سواد كبير في صدورهم نحونا واظهرت تلك النظرة الدونية لديهم لامتنا.

المطلوب اليوم من كل عربي مسلم ومن كل حر في العالم ان يقف الى جانب قطر لانها في هذا الوقت بالذات تشكل رأس حربة في معركة إظهار الوجه المشرق للعرب والمسلمين الذين لا يمل الغرب من وصفهم بالتخلف والدونية واعتبار معركتها في وجه هؤلاء معركتنا جميعاً لانهم عندما يظهرون عداءهم لقطر انما يعبرون عن عدائهم المطلق للامة بكاملها.

ستمضي ايام المونديال، وستفوز قطر بإذن الله تعالى بأن تجعله مميزاً عن كل المواسم لانها انطلقت من نوايا صادقة وصافية نحو العالم ومن قاعدة صلبة ونظيفة من احترام الآخر كمان تفرض عليها عاداتها وتقاليدها العربية وعقيدتها الاسلامية العظيمة وسيصفق العالم لها ولأمتها رغما عن الذين حاولوا افشالها.