تصلح تقارير ديوان المحاسبة التي نحترم ونجل ما ورد فيها وما بذل فيها من جهد كبير، أن تكون نسخة كربونية لكل سنة من السنين العجاف التي أكل فيها الأخضر واليابس ولبست كفنا شفافا باليا لا يغطي العورات ولا يستر الجسيمات ويعري الصفقات ويظهر الويلات والكربات ولا يجامل الناعقات.
حينما تتكرر المآسي وترفع السواري وتكشف النوادي ويدق ناقوس الخطر على الاعادي، لا يتحرك لهم ساكن في الريف والبوادي ويتساءل التقرير أين وضعوني في الحساب أم في البراري، وكيف لي أن انبت في ارض المعادي؟.
تقرير مليء بالحسرات والمصائب والويلات ويستحق أن تذرف الدموع من أجله وتلبس ثياب الحداد الملطخات.
وتنوح النائحات حزنا وقلقا على البيانات وعظم المخالفات وكبر المجازفات والدماء النازفات.
فمن ينقذها من تلك البراثن الزافرات، ويكبح جماح سوء التصرفات والمعاصي والذنوب الجامحات، ولا يبالي في دق ناقوس الخطر ويقمع الزلات ويحرر الاموال من الاختلاسات، ويكشف ستر الغارقين في الفساد والمفسدات؟.
أعلمونا بالنتائج والمحاسبات وهتك النفوس المغرضات، وشدوا الوثاق وأنزلوا أشد العقوبات، وحطموا ركاب القبح والانحرافات، لعل ضمائرنا ترتاح من شدة الموبقات.