ماذا وراء العنف الاجتماعي؟
د. فهد الفانك
24-10-2010 05:10 AM
على رأس القضايا محـل الحوار العـام في الوقت الراهن نجـد مشكلة العنف المجتمعي ، سـواء كان ذلك في القرية أو المدينة أو الجامعة أو حتى بين الجيران ، فهل ظاهرة العنف الاجتماعي هـذه جديـدة أم أنها امتداد لظاهرة قديمة متجـذرة في ثقافتنا عبر القرون ، ابتـداء من داحس والغبـراء ومعارك الجمل وصفين.
إن أية دراسـة تفصيلية لحالات العنـف الاجتماعي تؤكـد أنها ليست جديدة ، ونحـن الذين عشنا في النصف الأول من القرن الماضي ، نشـهد بأن حالات العنف لم تكن موجـودة فقط ، بل كانت أكثر عنفـاً.
الصراعات العشائرية ليست جـديدة ، وعمليات الأخذ بالثأر معروفة وجرائم الشرف كانت دائماً موجودة ، فلماذا لم يؤد التحول الاجتماعي ونشـوء المدن وانتشار التعليم وقـوة الدولة إلى إنهاء ظاهرة العنف.
عامل أساسي يكمن وراء العنف ، ما زال موجوداً ويشجع على المزيد من العنف وهو الفقـر. الجهل ليس السبب بدليل العنف في الجامعات. والجهوية ليست السبب بدلالة أننا لم نشهد منذ 40 عاماً عنفاً على أساس جهوي.
لماذا يؤدي الفقـر إلى العنف حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عجـب لماذا لا يخرج الفقير على الناس شاهراً سيفه ، وما فهمه عمـر قبل 14 قرناً ما زلنا لم نتوصل إليه بعد.
ليس لدى الفقير العاطل عن العمل مكاسب يحافظ عليها أو مسـتقبل يحرص عليه ، فأسـوأ الاحتمالات أن يذهب إلى السـجن حيث وسـائل الرياضة والترفيه والثقافـة والطعام والخدمـة الصحية أفضل مما يتوفر له في بيتـه.
الفرق بين حجـم العنف في الماضي وحجمـه اليوم فرق إعلامي ، ففي الماضي كانت الأخبار محلية ، وقلما يسـمع أهل معان عن طوشـة في الرمثا ، أما اليوم فإن أقل عملية عنف فردي في إحدى القرى النائية تجد مكانها على الصفحة الأولى وفي المواقع الالكترونية. ومن هنا نظن أن العنف في ازدياد وكل ما هنالك أن وسـائل الاتصال تحسنت.
بهذا المعنى يظن كثيرون أن المجتمع الأميركي مجتمع عنف وجريمة ، مع أنه إحصـائياً أكثر أمناً من أي مجتمع آخر بالنظر لسـيادة القانون ، ولكن جميع الشبكات التلفزيونية تسـتهل النشرة بأخبار العنـف الذي وقع في إحـدى المدن الأميركية. مرة أخرى في الأحياء الفقيـرة وبأيدي فقراء
د. فهد الفانك