اللوبي اليهودي الامريكي يحكم العالم !!
عاصم العابد
24-10-2010 01:39 AM
صفقة سلاح امريكية – سعودية ب 60 مليار دولار، توفر 70000 فرصة عمل في اميركا، بحثتها واشنطن مع اسرائيل قبل اقرارها، وخلصت على لسان الكسندر فيرشبو مساعد وزير الدفاع الامريكي الى انها لن تقوّض تفوّق اسرائيل العسكري النوعي في المنطقة، ومن جانبه أعلن اندرو شابيرو مساعد هيلاري كلنتون ان بلاده لا تتوقع اعتراضا اسرائيليا على الصفقة.
كان السؤال السائد هو: من يدير الآخر ويحركه، اميركا أم اسرائيل ؟ ويبدو انه علينا ان نضع السؤال في سياق جديد هو: من يدير الآخر ويحركه، اللوبي اليهودي الامريكي- ايباك - أم الادارة الاسرائيلية؟! على اعتبار ان سيطرة اللوبي اليهودي الامريكي - ايباك - على القرار السياسي والامني والعسكري الامريكي، هو امر مفروغ منه وهو الحقيقة الساطعة التي لا يمكن اخفاؤها.
من الذي يمكّن الساسة الاسرائيليين من ناصية الصلف والغطرسة، تجاه كل العالم وكل الأغيار، لإرتكاب الجرائم التي نذكرها، كمقطع عرضي للمقارفات الاسرائيلية :
*وجه نتنياهو اهانة صريحة الى زائره نائب الرئيس الامريكي بايدن حينما اعلن عن بناء 160 وحدة سكنية في اكناف القدس. وتمت بهدلة شيراك رئيس فرنسا الأسبق في القدس، واحتقرسفير تركيا، ووبخ وزير الخارجية الاسرائيلي ليبرمان وزيري خارجيتي فرنسا واسبانيا عندما طالبهما بالاهتمام بمشاكل اوروبا قبل الاهتمام بالشرق الاوسط.
*احتقرت اسرائيل وانتهكت، مرارا وتكرارا، سيادة وشرف الكثير من الدول، ومنها على سبيل العينة: بريطانيا والمانيا وفرنسا وايرلندا والنمسا واستراليا وكندا واميركا (تزوير جوازات السفر لإغتيال الشهيد المبحوح)، كما انتهكت في السابق سيادة عدة دول اغتالت مناضلين فلسطينيين على اراضيها ومنها على سبيل العينة: ايطاليا- ماجد ابو شرار، اليونان- خالد نزال،فرنسا- عز الدين القلق ومحمود الهمشري، بلجيكا- نعيم خضر، النرويج- سامي ابو الخير والمغربي احمد بوشيكي، مالطا- فتحي الشقاقي وقبرص- مروان الكيالي.
* اضرمت اسرائيل محرقة غزة على الفضائيات وعلى الملأ واستخدمت كل اسلحة الابادة ضد اهلها المدنيين والعزل، وصدر تقرير جولدستون الذي وصف ما جرى بانه جريمة ضد الانسانية وابادة جماعية و(فل ستوب!!!).
* انتهكت اسرائيل واحتقرت قانون البحار والملاحة الدولي، وتصدت في عرض البحر، لسفن (اسطول الحرية) المدنية، التي تنقل مدنيين وتحمل مواد طبية واطعمة، لأهل غزة المحاصرين، وواجهت المدنيين برصاص في وجوههم واكبادهم دون ان يرفّ جفن لها او ترتعد فرائص.
*فجّرت العصابات الاسرائيلية، فندق الملك داود في القدس وقصفت الباخرة الامريكية ليبرتي وقارفت مجازر كفر قاسم وقبية وبحر البقر والسموع وقانا وصبرا وشاتيلا ومخيم جنين واسقطت الطائرة المدنية الليبية وقصفت مفاعل تموز العراقي وشنت عدواني 1982 و2006 على لبنان واغتالت المئات في شوارع بيروت وتونس ودمشق والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة ومزّقت جسدي الطفل محمد الدرة والطفلة البريطانية راشيل كوري.
*بنت اسرائيل جدار الفصل العنصري وتابع العالم شارون وهو يشق الاراضي الفلسطينية المحتلة ويمزق الاسر والقرى والحقول والبلدات ويحولها الى معازل ومعتقلات خانقة وتقيم اسرائيل مئات حواجز التفتيش المذلة المنهكة حول كل القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وتحاصر قطاع غزة وتمنع وصول عشرات المئات من المواد والسلع الضرورية للعلاج والزراعة والانتاج.
*عرف العالم ان اكثر من 10000 معتقل فلسطيني يعيشون في عشرات (غوانتنامو) في اسرائيل منذ عشرات السنوات ويعرف العالم ان من بين المعتقلين، نساء واطفالا وكهولا وتستمر اسرائيل في مداهماتها اليومية التي غالبا ما تكون بقصد القتل وليس الاعتقال.
*ترفض اسرائيل الامتثال للشرعية الدولية في كل ما له صلة بها، قرار التقسيم 1947، عودة اللاجئين الفلسطينيين، القدس، المستوطنات، الانسحاب من الاراضي التي احتلتها عام 1967، منع انتشار الاسلحة النووية، المحكمة الجنائية الدولية.
تتمتع اسرائيل بقوة لا نظير لها، تستمدها من الدعم الذي لا نظير له، من اللوبي اليهودي الامريكي، ويسخر هذا اللوبي امكانات اميركا وطاقاتها وعلاقاتها وقدراتها الدولية، لخدمة اسرائيل في كل المحافل، وخاصة في مجلس الامن الدولي، بحيث اصبحت اسرائيل ذات تفوقين نوعيين، الاول هوالتفوق العسكري النوعي في الاقليم، الذي لا تهزه اسلحة بقيمة 60 مليار دولار!! والثاني هو تفوق نوعي سياسي يجعل اسرائيل في مأمن وحصانة مطلقين. فاسرائيل لا تخشى ادانة ولا حصارا ولا تهاب عقوبات اقتصادية.
ويوفر اللوبي اليهودي الامريكي الدعم اللامحدود لإسرائيل على الرغم من القناعة الامريكية التي عبر عنها بايدن نائب الرئيس الامريكي بأن "السياسة الاسرائيلية تعرض ارواح الجنود الامريكيين الى الخطر". وعلى الرغم من تأكيد ديفيد بتراوس قائد القيادة المركزية في الجيش الامريكي "ان اميركا تفقد ثقة الانظمة العربية وليس فقط الشعوب العربية بسبب اسرائيل". وان المرعب هو ان اسرئيل واليهودية العالمية تبني في الكثير من الدول جماعات ضغط (لوبيات) ودعم مساندة لاسرائيل، في حين ليس هناك اي توجه عربي يتحرك في اتجاه بناء جماعة ضغط عربية مساندة للحق العربي الصراح !!
قال الإمام علي كرّم الله وجهه في بيان ان الباطل قد يعلو بالاتحاد وان الحق يضيع بالاختلاف: "ان هؤلاء القوم سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم".
Assem.alabed@gmail.com
الراي.