يقترب الاردن من موعد اجراء الانتخابات النيابية وتشهد البلاد حراكاً واسعاً على هذا الصعيد وهذا أمر في مجمله جيد, وبالطبع فإن له انعكاساته الكبيرة على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الاردنية, وبصورة نسأل الله جلّت قدرته ان تكون ايجابية, فنحن نحب بلدنا ونتمنى له الخير في مجمل الاحوال ولا نربط حبنا هذا بمصالح خاصة او اهتمامات واجندات خاصة!
ولكي تكون الانعكاسات الانتخابية البرلمانية ايجابية تعود على البلد بالخير باذن الله, فلا بد من ان تكون مخرجات الانتخابات ايجابية هي الاخرى, وهذا يتحقق بارادة جمهور الناخبين الذين تقتضي الاخلاق الحميدة واصول الدين وتقوى الله والمصلحة العامة والعليا للدولة وللوطن, ان يمارسوا واجبهم الانتخابي بنزاهة مطلقة الخيار فيها للاكفياء والمسكونين بالانتماء والصدق ومنهجية رجال الدولة الحقيقيين الحريصين على البلد وعلى حاضرها ومستقبلها والقادرين على الخدمة العامة بتجرد وحياد ومنطق واهلية دون النظر الى مكاسب ومغانم خاصة ابداً.
نسمع كلاماً «وليس كل ما يسمع صحيح» عن شراء اصوات وما شابه, ونناشد حتى من مارس هذا «إن وجد» ان لا ينتخب من اشترى صوته لسبب بسيط جداً وهو أنه لا يستحق ذلك الصوت البريء الذي «دنسه» شخص يملك مالاً كثيراً ويرى ان بمقدوره ان يدوس رقاب العامة بذلك المال غير البريء!
نجزم ان قادم الايام صعب وينطوي على تطورات واستحقاقات كبرى تطال بالخير ان شاء الله حياة ابنائنا واحفادنا من بعدنا, ومن هنا نرى أن لا مجال في المهادنة ابداً عند اختيار من يمثلنا اذ لا بد وان يكون هذا الخيار نزيهاً وصحيحاً وجريئاً ويذهب فوراً الى الشخص المناسب في مستوى تفكيره وقدراته المشهود له بالصدق وحب الوطن والجاهزية لخدمته لا لاستخدامه من اجل الوصول وبعدها فلنذهب نحن العامة الى الجحيم! ولا حول ولا قوة الا بالله.
نتطلع لأن نشهد انتخابات نيابية تفرز برلماناً عالي المستوى والقيمة وبما يناسب احتياجات البلاد ومصالح العباد وحجم التحديات والتطورات التي تنتظرنا, وهذا شأن نقرره جميعاً ناخبين ومسؤولين وفي كل المواقع, فلا بد من ان نسعى معاً وبروح وطنية صادقة ترى الوطن بعين صائبة لا خائبة, من اجل ان نرفع مستوى الاداء العام للدولة, وبصورة تحقق العدالة بين سائر المحافظات وتحرك بصدق مشاعر الناس في رعاية وخدمة بلدهم, وتوفر قاعدة واسعة من المشاركة العامة في خدمة البلد والسهر على مصالحه, باعتبار ان الاردنيين جميعاً شركاء حقيقيون في حمل امانة المسؤولية نحو بلدهم, وهي شراكة لا تقبل ابداً منطق الاستئثار والاحتكار باسم السلطة التي بمقدورها ان تختار دون سواها!!
نؤكد ان خيار الانتخابات مهم ولا نرى خياراً آخر اكثر منه اهمية, وعليه نطالب الجميع مواطنين ومسؤولين بالارتقاء الطوعي المستند الى حب البلد الى افضل مراتب الاحساس بالمسؤولية وبالمواطنة المسؤولة معاً, كي تتاح الفرص رحبة للنزيهين ولمن يستحقون الوصول الى البرلمان بعيداً عن اية ممارسات شاذة أو لا اخلاقية او متهورة او غير مسؤولة او هي خاوية ولا تحسب للاردن ولمصالحه العليا حساباً يذكر!