زار جلالة الملك عبد الله الثاني يوم الخميس الموافق 10/11/2022 كنيسة الفاتيكان وقد التقى بقداسة البابا فرنسيس وهو أسقف روما ورأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم منذ عام 2013 وهي أكبر الكنائس المسيحية في العالم، مع ما يقرب من 1.3 مليار كاثوليكي معمّد في جميع أنحاء العالم.

ركز لقاء جلالة الملك مع قداسة البابا على ضرورة إدامة حوار الأديان وتعزيز العيش المشترك، وحماية الوجود المسيحي في المنطقة. كما تم تثمين جهود الأردن بقيادة الملك في الحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة كمكوّن أصيل لا يتجزّأ من ماضي وحاضر ومستقبل الشرق الأوسط ونسيجه الاجتماعي.

ان هذه الزيارة وما تحمله من عنوانين ومفردات ما هي الاّ تأكيد على دور الملوك الهاشميين بالعمل دوماً لتحقيق السلام وحمايته والحفاظ على الوجود المسيحي ليس فقط في القدس بل أيضاً في المنطقة.

إن العيش المشترك في الأردن بين المسلمين والمسيحيين كان السمة الأبرز لبلادنا مما أدّى الى الانصهار في الأردن مع احتفاظ كل منهم بأصالته الدينية وخصوصيات تقاليده، ولكلاهما مساهمات كبرى في بناء الأردن الجديد بدءًا من مشاركة رجال الدين وشيوخ العشائر المسيحية بالبيعة للشريف الهاشمي حسين بن علي عام 1924 الى يومنا هذا. وعليه يجب على أبناء الوطن الواحد تجميد الانحراف عن ذلك العيش المشترك من خلال التوعية الثقافية والدينية واحقاق الحق من خلال دولة القانون والمؤسسات.

ان الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وتعقيدات الوضع الدولي في المسار السياسي تدعونا إلى الحث على التفاعل المسيحي الإسلامي للحفاظ على التاريخ المشترك في أردننا الغالي والى العمل لغرس مفاهيم مشتركة لدى الشباب. وهذا يدعونا أيضاً إلى أهمية القيام بدورنا في هذا المجال والالتفاف حول ذوي الإرادة الصالحة الذين يبحثون في عالم اليوم عن التفاعل الحقيقي والإيجابي بين أبناء الوطن.