في الصفحة الأخيرة من جريدة الخليج ولا أذكر التاريخ يقول الخبر: إن رجلا يحمل حقدا واضحا على الجيش النيوزلندي استأجر ماكينة حفر وبدأ في هدم مكتب التجنيد العسكري في مدينة جيسبورن بجزيرة نورث أيلاند..
الأهم في الخبر أن الرجل سلم نفسه للشرطة.. ووجهت له تهمة إلحاق خسائر بمبنى ! فقط! تخيلوا..اليوم في عمان تذكرت الخبر وأبلغت به خميس بن جمعة الذي لم أره منذ عام، وبادرته باقتراح مفيد، وهو أن نقدم معا مشروعا لأطباء النفس والجمعيات المعنية بالعلاج النفسي على امتداد الأرض العربية مفاده: أن يقوم الأطباء بتوجيه مرضاهم من أصحاب العقد النفسية التي تسببت بها المراجعات المتكررة للدوائر الرسمية في بلدانهم.. وكل مواطن ظلمته دائرة رسمية معينة.. أو أخذت فرصته في التعيين.. أو في البعثة، وأعطتها لأحد المحاسيب، أن يقوموا جميعا بركل مباني تلك الدوائر بأدوات خفيفة لا تسبب ضررا جسيما، لكي يتمكنوا من الاستمرار بالركل حتى يتعبوا ويشعروا بأنهم فرغوا كل شحنات الغضب التي تستبد بهم وتسبب لهم الهم والغم، وتدعوهم إلى الإدمان على التدخين، وربما أشياء أخرى، وتزرع فيهم بلاوي .. الله وحده يعلم حجمها.. فيرتاحوا بعدها ويتخلصوا من عقدهم ليبدأوا حياة جديدة. ولا بأس بدفع غرامة الإضرار بالمباني واعتبارها جزءا من تكاليف العلاج.
أجاب صاحبي خميس بن جمعة والهم يعلو مفرقه: إيه كم أنت حالم يا صاحبي، إذ لو وقف الأمر عند تهمة: إلحاق خسائر بمبنى، لكان اقتراحك رائعا.. لكن الأمر في بلاد بني يعرب سيصل إلى تهمة الخيانة العظمى.. والنيل من هيبة الحكومات بركل مباني رسمية.. والتآمر مع جهات مشبوهة وخارجية معادية للوطن..وقد لا تنتهي لائحة الاتهام تلك قبل إعدام الأطباء النفسيين وكل مرضاهم.. والبحث عن صاحب الاقتراح الذي هو أنت!! من أجل إعدامه بتهمة التحريض على الخيانة العظمى.
ارتعشت فجأة وتحسست رقبتي.. وقلت لصاحبي:
يبحثون عني أنا؟ أنا لم أقترح شيئا، أنا الآن في إجازة.. (وراي ألف سولافة) ما شأني أنا؟
Amann272@hotmail.com
0776140495 عمان