جسّدت المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني نموذجا مثاليا للسلام، كانت دولة سلام في المنطقة والإقليم والعالم، لم تبتعد عن ثوابتها بل دفعت ثمنا قاسيا لذلك، في سبيل أن تحتفظ بذات المبادئ والأفكار وحتى ردات الفعل تجاه كل المواقف والمكائد، سارت مملكة العزم والعزيمة والانجاز، في درب السلام بإيمان مطلق أنها تسير نحو الصواب.
السلام، هو سعي وجهد ونعمة على الجميع أن يدرك أهميتها، والأهم يحافظ عليها، فليس سهلا أن ينعم واقعنا بسلام، وأن نحيا وهناك أياد تحمي حياتنا ومستقبلنا، ففي هذا الأمر عمل خارق في زمن أصبح به السلام عملة معدومة، فأن نحيا بسلام عمل خارق، وأن نحافظ عليه أيضا عمل خارق، وأن نكون نموذجا للعيش بسلام أيضا واقع خارق، وأن ننعم بقيادة لا تعرف من بين لغات الحياة سوى لغة السلام والعقل والحكمة، وأن يكون على حدود وطننا من يحرسون الوطن والمواطن بأرواحهم قبل سلاحهم بعزيمة وحبّ وكما قال جلالة الملك «على حدود هذا الوطن رجال يحرسون الأردن الغالي بعزيمة لا تلين وقلوب عامرة بالحب والوفاء لهذه الأرض وأهلها، هم أصحاب الرايات العالية والجباه المرفوعة دائما، نشامى الجيش العربي والأجهزة الأمنية، حماة الحمى والمسيرة، الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن أمن الوطن والمواطن»، فهو الأردن وفي الإسم آلاف المعاني بأن هذه الأرض أرض خير وسلام.
هم النشامى حماة السلام، بشراسة وبعزيمة لا تلين، هم النشامى الضباط وضباط صف وجنود هم رفاق السلاح، الذين خاطبهم جلالة الملك قبل أيام في خطاب العرش السامي بقوله «أخاطبهم اليوم باسم الأردنيين جميعا وأقول لهم، هذا عهدنا بكم، أنتم الأصدق قولا والأخلص عملا، نحييكم ضباطا وضباط صف وجنودا، فنحن معكم وأنتم معنا صفا واحدا وقلبا واحدا من أجل الأردن الأعز والأقوى»، خاطبهم بمطلق اللغة، ومطلق الوصف، بصيغة الأعلى جهدا لجهة الصدق والعمل والاخلاص، فهم من صنعوا السلام وهم من يحرسونه ليبقى الأردن واحة أمان لبناته وأبنائه ولكل من عانى ويعاني من الحرب في بلاده.
عنوان السعادة والإستقرار وبناء غد مليء بالحياة، هو السلام، ولكل من أنعم الله عليه به يجب أن يحافظ عليه، ويغلق أبواب التشكيك والتشاؤم وأي قوى شدّ عكسي والسوداوية فمثل هذه الأمور تؤخر خطى التقدّم، إن لم تقض عليها بالمطلق، فليحافظ أصحاب السلام على سلامهم، ويجعلوه أولوية فلا أهم منه في زمن ضاعت به وجهة بوصلة الأولويات وتبعثرت الأولويات، فلا أولوية اليوم سوى الوطن وصون ترابه وأمنه ولا شيء بحجم هذه الأولوية.
جميل أن نعيش سلاما داخليا، وصدقا مع ذاتنا، ففي ذلك تتسع دائرة السلام وحمايته، فعندما نبدأه من داخلنا حتما سنصل لسلام مع الحياة ومع واقعها، ووصولا لسلام حقيقي يجعلنا نزدهر، ففي السلام الداخلي خطوة مؤكدة لسلام عام نمنحه للآخر، التشاؤم والتشكيك كما قال جلالة الملك لا يبني وطنا، ولرؤية الحياة برؤى حقيقية مليئة بالعزيمة لتحقيق الأفضل، حتما سنصل للأفضل، بل وأكثر.
(الدستور)