التلهوني ونقاط القوة للقطاعات الاقتصادية الأردنية
السفير الدكتور موفق العجلوني
15-11-2022 09:47 AM
نعم المطلوب الآن هو إبراز نقاط القوة والتنافسية للقطاعات الاقتصادية الجاهزة داخل الوطن حتى تكون جزءًا من تلك الشراكات الإستراتيجية مستقبلاً من خلال التنسيق مع القطاع الخاص لتحديد مستهدفات تلك الشراكات وتشكيل لجنة وزارية قطاعية، مع إمكانية ضم عدد من الفنيين والمختصين حتى نحقق المطلوب.
استوقفني مقال لمعالي الدكتور بسام التلهوني بعنوان: "الموقع الجيوسياسي للأردن ومشاريع التكامل الاقتصادي" منشور في وكالة عمون الغراء يوم أمس . وقد أحببت ان اتناول موضوع موقع الأردن الجيوسياسي ومشاريع التكامل الاقتصادي، لان هذين الموضوعين يشكلان حجر الرحى لمستقبل الوضع الاقتصادي في الأردن.
فاذا تناولنا كما أشار الية الدكتور التلهوني - و خاصة من خلال موقعة كرجل قانون ، و خبير في حقوق الملكية الفكرية ، و قدم العديد من النصائح لمنظمات محلية ودولية مختلفة حول الملكية الفكرية والشؤون التجارية ، ووزير سابق و عين - أهمية الموقع الجيوسياسي للأردن الذي يشكل نقطة جذب و قوة ساعدت الأردن على تحقيق العديد من الإنجازات السياسية و الاقتصادية و الأمنية و خاصة لما يتميز به الأردن من موقع استراتيجي هام في قلب الوطن العربي من مشرقه الى مغربه و من شماله الي جنوبه ، و ما يتمتع به من قيادة حكيمة يشهد لها العالم بالحكمة و العقلانية و بعد النظر ، و بيئة امنية و إمكانات و كفاءات بشرية عالية . فقد استطاع الأردن الدخول الى مجالات الاستثمار في البلدان العربية و الأسواق الأوروبية و الامريكية و الاسيوية و الافريقية ، فنرى المستثمرين الأردنيين يحققون حضوراً متميزاً سواء على صعيد الساحة العربية او الساحة الدولية.
ويدرك الأردن جيداً أهمية تشكيل الشراكات الاقتصادية وأثرها الإيجابي على اقتصاديات المنطقة بالتركيز على نقاط القوة) ( SWOT والإمكانيات المتوفرة في الدول المختلفة وبناء شراكات استراتيجية واقتصادية متنوعة من خلال العلاقات الأردنية مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة والاستفادة من الاتفاقيات الثنائية المبرمة مع هذه الدول ، وإمكانية عقد شراكات تنعكس على مصلحة الأردن و هذه الدول ، بحيث تنعكس هذه الشراكات على المواطنين كما جاء في خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله بمناسبة افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر و تركيز جلالته على ضرورة استثمار الموقع الجيوسياسي للأردن من خلال بناء شراكات عربية وإقليمية واسعة بهدف تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز المكتسبات الوطنية.و أكبر مثال على ذلك كما أشار الدكتور التلهوني " قيام الأردن والإمارات ومصر مؤخراً بإطلاق مشروع الشراكات الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة تهدف إلى قاعدة تصنيعية مشتركة بين الدول الثلاث والتي من المتوقع أن تؤدي إلى تشجيع دولاً أخرى على الإنضمام لتلك المبادرة بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي العربي الإقليمي."
وقد اشارت احدى الدراسات الجيوسياسية، إلـى أن المتغيـرات المورفولوجيـة للدولـة الأردنيـة، وعلـى رأسـها الموقـع الجغرافـي، الأثـر الواضـح فـي طبيعـة قرارتهـا، فموقـع الاردن الفلكـي والنسـبي أكسبها أهمية جيوسـتراتيجية جعلـت مـن الصـعب تجاوزهـا عنـد اتخـاذ أي قـرارات سياسية او اقتصادية تتعلـق بالمنطقـة. وبالتالي بالرغم مـن مساحة الأردن مقارنة بالدول الأخرى، إلا أن موقعها الجيوسياسي منحها قوة الدولة المفصلية التي تسهم في تشكيل السياسات الإقليميـة، وتـؤثر فـي صـنع القـرارات الدولية، خاصة بمنطقة الشرق الأوسط .
وبالتالي لا غنى للسياسة عن الأخذ بعين الاعتبار بتأثير العناصر ً الجغرافية المورفولوجية لأي دولة على القرارات السياسية المتخذة. ولابد لها من الاستثمار الإيجابي لها، وتحويله إلى فرص، والحيلولة دون تحوله إلى تحد أو تهديد. ولا يمكن لصانع القرار السياسي وواضع الاستراتيجيات تخطي الجغرافيا، وبخاصة أن الأحداث والمعطيات السياسية في تغير مستمر. وتبرز أهمية هذه الدراسة في الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث في منطقة الشرق الأوسط التي يعتبر الأردن قلبها. ولا شك أن جغرافية الدولة ممثلة بالحجم والشكل والموقع قد تشكل سياساتها، وتصنع استراتيجياتها. فقد أسهم موقع الاردن في التأثير ليس فقط في السياسات الأردنية، بل في سياسات بعض الدول الإقليمية والعالمية. وشكل الدولة ومساحتها وطول الحدود أجبر الدولة على تطبيق سياسات معتدلة ومتوازنة. ولتخفيف الآثار السلبية للعناصر الجيوسياسية ، يمكن الاستفادة من التأثير الإيجابي للعولمة، لتخطي الكثير من سلبيات الموقع القاري للدول . فيمكن للأردن الاستفادة من تقنيات الاتصال الحديثة، واستثمارها، والحد من الآثار لتسويق الأردن سياسيا ً وسياحيا واقتصادياً.
ونظراً لموقع الأردن الجيوستراتيجي، ها نحن على موعد مع انعقاد أكبر منتدى للسياحة العلاجية والسفر الصحي على مستوى العالم تحت رعاية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله في عمان خلال الفترة من ١٩-٢١/١١/٢٠٢٢ والذي تنظمه جمعية المستشفيات الخاصة الأردنية بالشراكة مع وزارة الصحة وهيئة تنشيط السياحة وبالتعاون مع اتحاد المستشفيات الدولي والمجلس العالمي للسياحة العلاجية واتحاد المستشفيات العربية. و يأتي انعقاد هذا المنتدى ترجمةً لرؤية التحديث الاقتصادي التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ، حيث كانت الرعاية الصحية والسياحة العلاجية من أولويات النمو الاقتصادي التي وردت في الرؤية الملكية .
ومن المتوقع حسب ما صرح به الدكتور فوزي الحموري رئيس جمعية المستشفيات الخاصة، سوف يشارك أعداد كبيرة من ممثلي جهات محلية ودولية متخصصة في قطاع السياحة العلاجية والسفر الصحي من مستشفيات ومراكز رعاية صحية وشركات تأمين وشركات أدوية ومعدات طبية وهيئات ومؤسسات دولية ذات الصلة. كما سيشارك في المنتدى عدد من الوزراء الأردنيين والعرب والسفراء والملحقين الصحيين من الدول التي تربطها علاقات تعاون مع الأردن في المجال الصحي. ومن المتوقع ان يزيد عد المشاركين عن 700 مشارك من 50 دولة، وأكثر من 70 متحدث.
ان عقد مثل هذه المنتديات يساهم مساهمة فعالة في زيادة إيرادات الخزينة من العملات الصعبة والمساهمة في استقرار الدينار الأردني وتعزيز الدخل القومي بالعملات الصعبة وخلق فرص عمل للأردنيين. و حقيقة نأمل كما أشار الدكتور الحموري ان يخرج المنتدى بنتائج إيجابية تساهم في تعزيز مكانة الأردن التي تتمتع بموقع جيوستراتيجي مميز كما أشار الدكتور التلهوني، و ان تكون قبلة للسياحة الشاملة في المنطقة و العالم كما أشار الدكتور عبد الرزاق عربيات مدير عام هيئة تنشيط السياحة .
ان استغلال كافة الامتيازات التي يتمتع به الأردن و على رأسها القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله والدور النشط الذي يقوده سمو ولي العهد الامير الحسين حفظه الله القدوة و المثل الأعلى للشباب الأردني مع تكامل الأدوار لكافة المؤسسات الرسمية و القطاع الخاص ، و ما تقدمه الحكومة الأردنية من تسهيلات للمستثمرين و كذلك الموقع الجيواستراتيجي كفيل بأن يكون الأردن قبلة للأشقاء العرب و الأصدقاء الأجانب و ان تكون المرتع الخصب للاستثمار و المستثمرين و السياحة الشاملة سوآء للاستجمام او العلاج، وكما هو معروف عن الأردن بلد الامن والأمان و الضيافة والكرم و الملجأ الامن للشقيق و الصديق .
مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
ajlounifamily@hotmail.com
muwaffaq@ajlouni.me