يقال فلان شخصية عامة وقد يكون وزيرا او مديرا او نائبا او وجيها يحظى بمكانة عالية ورفعة وافية ورشاقة زاهية.
يرتدي الثمين من الثياب الفاخرة ويأكل طعاما يحقق الصحة والعافية واذا مرض يتعالج في المشفيات الراقية واذا جلس في مجلس استند إلى مساند فارهة واذا تحدث صمتت له الزمرة الجالسة واذا وقف وقفت له الجموع الحاضرة واذا أراد الخروج قدم على الناس الباقية. يحظى بالمال الدفين والدنانير الظاهرة ويقصده السائلون لخدمة عابرة او صنيعة باقية ويطرقون بابه في الليالي الحالكة والأيام الباردة ويتمنون له أجواء دافئة وصحة وعلو في مرتبته الزائلة.
يظن انه زعيما في كل مقولة صائبة او ادعاءات باطلة ويلجأ اليه الخصوم يطلبون اليه الفصل في قضاياهم الحائرة ونزاعاتهم السائدة وخلافاتهم الواقعة.
واذا امعنت فيه وقلبته وقيمته لم تجد له اذنا صاغية او حكمة ناطقة او بلاغة واقية او فهم وادراك وأقوال حانية
ولوجدته طبلا مفرغا تدق له طبول فارغة بأصوات عالية.
لا يمتلك من الشخصية الا اسمها وأما جوهرها فمعدوم كأنه رقعة بالية وأما ميزانه فهو واهن وكفته بالية ونطقه وأقواله وضيعة ونازلة وانفاسه محبوسة وساقطة ولا حول له ولا طول الا من سقطات خالية ولا عفة ولا رقيا في احضانه البائسة.
امواج من الوهم لدى نفوس حائرة تتقدم نحوه علها تجد ما يشبع غرائزها الجائعة ولكن هيهات هيهات ان تجد لها لازمة.