لولا القارئ لما كانت الصحافة موجودة ، ولما كان الصحافي والكاتب ، على قيد الحياة ، لان القارئ هو روح الصحافة.
رسائل القراء ، تهل دوما على بريد الكاتب ، وفي هذه المرة اترك زاويتي لانسانة من هذا البلد لترفع شكواها ، الى التعليم العالي ، والجامعة الهاشمية ايضاً ، لعل هناك من يسمع ويقرأ ، ويقبل لابناء الناس ، مايقبله لابنائه.
تقول طالبة في شكوى مريرة.."أنا طالبة في الجامعة الهاشمية اداوم يومياً ، ويستمر دوامي في أيام الأحد والثلاثاء والخميس حتى الرابعة عصرا ، ولدى طلبة الجامعة الهاشمية مشكلة مريرة مع المواصلات ، وهي المشكلة التي طالت وفاض بنا الكيل ، وقد شكونا كثيراً ولم يهتمّ أحد بشكوانا ، وكأن الجميع اصيب بالصمم ، وتتلخص المشكلة باكتظاظ مجمع الباصات بالطلبة من بعد الواحدة ظهراً حتى الخامسة مساءً ، وعدم توفر الباصات التي تكفي عدد الطلبة ، فنضطر أحيانا للمكوث في المجمع لساعة أولساعة ونصف انتظاراً لباص يأتي ويحمل الطلاب ، والمشكلة الأخرى المؤسفة ، استغلال الطلبة وأوقاتهم وقدرة تحملهم ، فالباص يبقى واقفاً حتى يرغم الطلبة على الصعود على الواقف أي أنهم سيقفون لمدة نصف ساعة أو يزيد ، ولمسافة طويلة أيضاً ذكورا وإناثا جنبا الى جنب وما أقسى ذلك عند المنعطفات الحادة"،،.
تضيف الطالبة بمرارة..."كم في ذلك من امتهان لكرامة الطلبة وحقوقهم في مواصلات آمنة وعادلة ومريحة ، وكثيراً ما ينفد صبرنا حين يقف الباص بعيدا مكانه المخصص والذي يصطف فيه الطلبة انتظارا لدورهم... وهذا يعني بقاء الذين التزموا الصفوف في أماكنهم وصعود القادمين حالا أو من ينتظرون فرجا كهذا ، والمعضلة الأخرى هي محاباة بعض المراقبين وسماحهم لبعض الطلبة بالصعود الى الباص لأنه يعرفه أو تعجبه..،،".
تقول ايضا.."أما عن التأخير صباحاً عن الدوام فحدث ولا حرج ، وأنا أسكن في منطقة في عمان وأقرب موقف لباص الهاشمية إليها هو دوار المدينة الرياضية أو مجمع رغدان وفيهما تصل ذروة الأزمة ، ويكفيك المرور من دوار المدينة ما بين الساعة السابعة والنصف حتى التاسعة لترى كيف يصل الطلبة منتصف الشارع ولا باصات،،والحل الآخر لطلبة منطقتي هو الوقوف على الإشارة وانتظار باص يأتي من المدينة أو صويلح حتى يذهبوا وقوفاً الى الجامعة وهذا يعني الوقوف في الباص لمدة نصف ساعة وانتظار باص ربما لنصف ساعة أو ساعة أو ساعتين ، وكثيراً ما نضطر الى ركوب بعض الباصات الخاصة التي تستغل الطلبة لتأخذ الأجرة ديناراً".
تختم رسالتها بالقول..."أحد الحلول التي اقترحتها الشركة زيادة عدد الباصات ، وقد انتسب للجامعة هذا العام ما يفوق خمسة آلاف طالب جديد ، بالمقابل تزيد الأجرة من 20 الى 30 قرشا ، ويا لمصيبة الأهالي والطلبة ، فأي استغلال هذا ؟؟؟،،لقد تحول اليوم الجامعي الى كابوس؟؟والكل يتفرج علينا ، ولا احد يحاول حل المشكلة".
بهذا الكلام المرير ترفع الطالبة شكواها ، وهي شكوى نضعها بين يدي وزير التعليم العالي ، ورئاسة الجامعة الهاشمية الموقرة ، ونأمل منها ان تقف عند كلام الطلبة ، خصوصا ، اننا على اعتاب الشتاء ، وهو فصل بارد ، لايحتمل فيه الطلبة هذه الظروف القاسية ، ولعل السؤال يبقى مطروحاً..هل يقبل اي مسؤول ان تتعرض ابنته لهكذا ظروف.
هل نقبل لبناتنا هذه "البهدلة" ، وسط الشوارع ، فوق التصاقات الوقوف في الباصات ، ذكوراً واناثاً...والسؤال مفرود لمن عنده جواب في هذا البلد؟؟.
...هذا اذا تبقى بيننا من يجيب عن الاسئلة المعلقة،،.
mtair@addustour.com.jo