الأردنيون في قطر .. وأزمة "القلق"
نشأت الحلبي
22-10-2010 07:31 PM
لم يكادوا يخرجوا من أزمة "قلق"، حتى يدخلوا في أخرى، هذا هو حال الأردنيين الذين يعيشون في قطر، فقصة "مراسلات التشويش" بين عمان ومحطة الجزيرة الآن هي محور الحديث بينهم، أما لسان حالهم فهو التمني الدائم بأن تنفرج الأزمة عن "لا أزمة".
قبل قصة التشويش، مر الأردنيون في قطر بما هو أشبه بالأزمة بين عمان والدوحة على خلفية إنتخاب قطر للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الوقت الذي كان فيه الأردن قد أعلن ترشيح أردني لهذا المنصب، وفيما كانت كل السيناريوهات مفتوحة خاصة تلك التي كانت تشي بتوسع "سوء الفهم" بين العاصمتين العربيتين، كان واضح بأن عمان والدوحة قد إتفقتا على تجاوز الأزمة، وبعد هذا أتت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله الأخيرة الى الدوحة، وهي الزيارة التي كان ينتظرها الأردنيون المقيمون في قطر بلهفة، أما لماذا، فإن تلك الزيارة الملكية كانت أملهم الوحيد بأن تزول "الغمامة" التي خيمت على علاقات قطر والأردن، وأن تبقى العلاقات في أوج "وهجها".
وما كاد الأردنيون بقطر يشعرون ببعض من الراحة من "القلق" على هذه العلاقات، حتى جاءت قصة التشويش لتعيد عجلة "القلق" الى الوراء، وما أخذ يتداول بين الناس حقيقة، هو أن عدد الاردنيين، ومنذ ما عرف ايضا بـ "أزمة حماس" حين أعادت الدوحة قيادات من الحركة الى عمان على متن طائرة للخطوط القطرية ورفضت عمان إدخالهم إلا بعد شروط، قد إنخفض بشكل لافت، حتى أن بعضهم يقول بأن عدد الأردنيين قد إنخفض من ما يقارب 30 الفا الى حدزد 7 آلاف، وفيما لا توجد إحصائية حقيقية تؤكد هذه الأرقام، لكن تداولها بين الناس يؤكد على إنخفاض مستوى التفاؤل الشعبي بين المقيمين هنا حيال العلاقات الأردنية القطرية.
جدير بالذكر هنا أن الأردنيين في قطر قرروا قبل فترة الدخول في المعادلة حتى يلعبوا دورا، ولو ضئيلا لترطيب العلاقات وللتغلب بأنفسهم على أزمة القلق تلك، فأرسلوا رسالة الى إحدى الصحف اليومية الأردنية وطلبوا من الصحيفة إيقاف تعرض أحد الكتاب لقطر، فكان لهم ما أرادوا، وكانت تلك "الحركة" خير تعبير عن أزمة "القلق".
مؤخرا، قال الأمير علي بن الحسين، رئيس الإتحاد الاردني لكرة القدم، "كلنا قطريون في دعم ملف قطر 2022"، وهذا عاد بمعنويات الاردنيين في قطر الى مستويات إيجابية حيال العلاقات، ففي الوقت الذي أعلن فيه الأمير علي عن نيته الترشح لمنصب هام في الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، إتجهت أنظار الأرديين بالدوحة الى موقف الأردن حيال ملف قطر 2022، ولأن الترشح أيضا جاء في خضم أزمة "التشويش"، فإن كثيرين أرادوا أن يعرفوا الموقف الاردني، فكان موقف الأمير علي الذي نزل على أردنيي قطر "بردا وسلاما"، فالمعروف بأن قطر تقوم بجهود جبارة جدا من أجل ضمان إستضافة مونديال 2022، ودعم الأردن لهذه الجهود سيصب بالتأكيد في صالح دعم العلاقات الأردنية القطرية، وبالمقابل، سيجد كل إستحسان وترحيب قويين من الاردنيين في قطر.
الأردنيون في كل العالم مجمعون على الثوابت الأردنية، بالاصالة، وحسن الخلق الطيب، والعمل على لم الشمل العربي، وأن يكونوا - كما هم اردنيون أينما حلوا – قطريون في قطر، وفي الكويت، كويتيون، وفي لنبان، لبنانيون،، وهذا يعني أنهم لا يكونوا إلا عونا لكل شقيق، ومثال يحتذى في الإخلاص للمكان الذي يحلون به، فهم أبدا لا يلقون حجرا في بئر شربوا منه، فهذه ثوابت اردنية كما هي الثوابت القطرية والكويتية والإماراتية، والعربية كلها.
Nashat2000@hotmail.com