استمعنا اليوم إلى خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة والتي تكللت بفوز النائب أحمد الصفدي بالرئاسة ، ونقول له مبارك هذا الموقع التشريعي الهام وأعانك الله على المرحلة المقبلة وما تحمله من تحديات .
كعادة جلالة الملك دائما يعطي المزيد من العناوين وبما يتناسب مع المرحلة التي نعيشها والتي تزخر بالتحديات ، وهي تحيات اعتدنا عليها وقادرون على تجاوزها بهمّة الشرفاء من أبناء الوطن .
أكد جلالة الملك على أن التحديث السياسي والإقتصادي لا يمكن لهما أن يكتملان دون وجود إدارة كفؤة ، وهذا هو المطلب اليوم بضرورة تحديث هذه الإدارة التي تعاني الكثير وحان الوقت للعمل عليها بصورة جديّة بعيدا عن التنظير والتسويف .
قائد الوطن أكد خلال الخطاب على مبدأ سيادة القانون ، وأن هذا القانون يجب أن يطبّق على الجميع دون النظر لأي اعتبارات ، فالقانون وجد للجميع ولأجل الجميع ، وهذا ما نفهمه نحن الأردنيين .
أما فيما يتعلق ببناء الوطن ، فكانت هناك إشارة رائعة من جلالته حين قال بأن الأوطان لا تبنى بالمخاوف والتشكيك ، ومن يبنيها هم المؤمنون بالوطن ، وتلك إشارة لا بد من الوقوف عندها مليّا ، فهي تؤكد بأن إيماننا بالوطن لا يتزعزع ولا مجال لكل معاول الهدم والتدمير ، فالوطن قادر على البناء والتطور والانطلاق سريعا نحو آفاق من الغد المشرق الواعد .
الحكومة اليوم أمام واقع جديد ، وأمام تحديات ، وها هو خطاب العرش يضع خطوطا واضحة لما سيكون عليه العمل في المرحلة المقبلة والتي تحتاج لشراكة حقيقية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وصولا لشراكة نتمناها مع القطاع الخاص بالغ الأهمية من أجل المضي قدما نحو مستقبلنا الذي نؤمن به .
حفظ الله الوطن من كل مكروه وجنّبنا وإياكم شرّ المتشائمين ، وأنعم علينا بالشرفاء والمخلصين والأوفياء .