الأردن بلد الـ"100" حزب لِمَ لا؟
د. عزت جرادات
13-11-2022 12:49 PM
كان موضوع الحياة الحزبية ومستقبلها والعزوف المجتمعي الواضح عن الإنخراط في العمل الحزبي، كان موضوع الحوار في جمعية الشؤون الدولية في لقائها الأسبوعي، لقد تباينت الآراء بين متفائل أو دون ذلك، ولا أقول متشائما، ذلك أنه لا توجد عدمية في الموضوع، بل هو مشروع إصلاحي مجتمعي مستقبلي.
ومع أنني لم أشارك في الحوار، الا أنني اقدّم وجهة نظر شخصية للقارىء الكريم تتمثّل في أربعة أبعاد لمشروع الحياة الحزبية المنشودة؛ وهي : التسويق والترويج والإندماج والتكاثر للأحزاب.
فالتسويق للاحزاب، والذي أصبح ميدانا للجهات الرسمية بشكل مباشر أو غير مباشر، وكأنه مهمة من مهمات الموقع الرسمي أو واجباته أو وصفه الوظيفي، ومثل هذا الأسلوب لا يؤدي إلى نتائج إيجابية لعوامل أو تجارب حزبية سابقة ومتراكمة، فلم يعد الإنخراط في الحياة الحزبية من إهتمامات وإحتياجات الغالبية العظمى، شباباً ونساءً وشيوخاً في المجتمع، كما أن هذا التسويق تتولاه أجهزة أو شخصيات رسمية، وما يزال قبول هؤلاء مجتمعياً موضع تساؤل.
وأما الترويج، فهو البديل الأفضل، فهو يأتي من الأحزاب نفسها أو من شخصيات مقبولة مجتمعياً ويتطلب نهج الترويج قيام القيادات الحزبية بعرض مشاريعها الوطنية - العربية، وبرامجها الوطنية في مختلف المجالات المجتمعية، السياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية، ويأتي ذلك على شكل ندوات حوار فكري في المنتديات الثقافية والإجتماعية والسياسية ومنابرها التي تجذب إليها مختلف الفئات، ولا خلاف في القول أن تكون تلك القيادات ذات مصداقية مجتمعية، ورؤية فكرية تعبّر عن الموقف الحزبي.
وأما الإندماج، والمقصود به ائتلاف أو تجّمع عدد من الأحزاب القائمة، والمتماثلة في المشروع الحزبي والبرامج الحزبية، فهو شعار يواجه عدة مشكلات مثل، وجود مجموعات تنتمي لحزبها السابق والتمّسك بقياداته فيصبح الحزب الجديد أشبه بلوحة مكونة من قطع كرتونية مركبة ببعضها البعض وتكون قابلة للتفكك.. بأي لحظة.
وأما التكاثر والمقصود به العدد الكبير للأحزاب، فقد يكون عقبة أمام الارتقاء بالحياة الحزبية، والوصول إلى تيارات فكرية محدودة، ولكن ثمة ايجابية تناسب المرحلة القادمة والتي تحتاج إلى الانخراط المجتمعي في النشاط الحزبي بشكل أكبر، ويتحقق ذلك بتكاثر الأحزاب وتعددها والبقاء للأصلح عند النجاح في الانتخابات العامة أو المحلية وإجتياز ما يسمى (بالعتبة)، فوجود مائة (100) حزب في البلد على سبيل الفرضية، يعني وجود (100) مئة الف مواطن حزبي، فيمثل ذلك إضافة كمّية للمواطنين الحزبيين.