وتبقى مكانة الإعلاميين المتميزين في المجتمعات أشبه بمنارة للإبداع والثقافة... فالإعلاميون بما ينجزونه من متراكمات ثقافية حضارية لأمتهم ومجتمعهم يعتبرون حالة متطورة من الحراك الثقافي الإنساني الموسوم بثقافة بيئتهم وبطريقة تفاعل كل منهم مع الأحداث التي أثرت في مسيرته.
فمن يتابع حالة الحراك الإعلامي لدينا يدرك أنه قد أصبح للمرأة جزء لا بأس به في صياغة الخطاب الإعلامي العام... فالمرأة تمثل عنصرا شريكاً وفعالا في المعادلة الحضارية الأساسية للشعوب، فإذا أردت أن تهدم مجتمعاً فعليك بإقصاء نسائه من الحراك التنموي العام.. وقد صدق الشاعر حينما قال «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق»، فإذا كان هذا حديث الشاعر عن الأم فما بالك بباقي الأدوار التي تؤديها المرأة في المجتمع، من كونها زوجة وأختا ومربية ومسؤولة عن عمل وأدوار أخرى كثيرة تقوم بها المرأة بكل مهارة وتفوق.
مما دعا الأعلام الى التركيز على دور المرأة بشتى صورها الحياتية اليومية.. فلا أحد منا يستطيع أن ينكر دور الإعلام الفعال في حياتنا العصرية، ومن هذا المنطلق الهام فقد عمل «صالون فيلادلفيا الإبداعي» من خلال حلقته النقاشية التي عقدت مؤخراً بعنوان «المرأة والإعلام» على إستضافة تجارب ونماذج حية لإعلاميات أردنيات ونساء قياديات في مجالهنًّ، إستطاعن فعلاً أن يتركن بصمة منيرة في مجال أعمالهن... بهدف إيصال رسالتهن المهنية الراقية كي تعمم بما يتناسب مع بيئة وطموحات المرأة الأردنية.
لكن من الملاحظ مؤخراً أن أغلب ما يقدم عن المرأة من خلال وسائل الإتصال والإعلام المختلفة؛ إضافة الى ما تتضمنه الأعمال الفنية والدرامية الحديثة، قد غلب عليها توجهات خاصة تتسم بالتركيز على صورة للمرأة لا تتوافق مع الواقع المعاش... بحيث تركز معظم الأعمال الدرامية على قضايا المرأة الهامشية دون الإلتفات الى قضاياها المحورية الأساسية، مع وجود تهميش وحجب لأدوارها الحياتية العصرية التي تظهر كفاءتها الحقيقية وقدرتها الفعلية على الجمع بين أدوارها المتعددة في الحياة.
للإعلام دور مهم في تحسين أسلوب التفاعل بين المرأة والمجتمع المحلي... لذا فقد ركز «صالون فيلادلفيا الإبداعي» في رسالته المجتمعية والإعلامية على ضرورة الإنتباه الى إحتياجات النساء وخاصة في المناطق الحضرية الفقيرة والريفية والبدوية البعيدة عن الخدمات، والى أهمية تكثيف الرسائل الإعلامية الهادفة التي توجه لهن، على أن يكون لتلك الرسائل طبيعة خاصة تتلاءم مع بيئتهن وتعمل على تلبية إحتياجاتهن وزيادة وعيهن بأمورهن اليومية وبشؤون مجتمعهن المحلي والمجتمع العام... على أن يستخدم في ذلك الوسائل الإعلامية المناسبة التي تتسم بسهولة الفهم وإمكانية الإستخدام البسيط، والتي لا يتطلب إقتناؤها تكلفة عالية بحيث تحقق تلك الرسائل الإعلامية شمول الإنتشار والتأثير، مما يمكنها بالتالي من إحداث التغير الإيجابي المطلوب الذي يهدف الى النهوض بالمرأة والمجتمع من خلال إعلام مدروس وهادف!!.
الراي
Diana-nimri@hotmail.com