لدي كل الاسباب التي تدفع لتأييد مشروع المدينة الجديدة شرق العاصمة ولدي سبب واحد لرفضه.
سبب الرفض هو ان يحول المشروع القطاع الخاص إلى مالك عقاري، يعيش من ريع العقار وتضمن له الحكومة إيجارات لتحل محل ما تدفعه اليوم من إيجارات في عمان.
على الحكومة ان تضمن ملكية مبانيها التي ستجتذب اليها وحولها مباني يمتلكها القطاع الخاص لاغراض متعددة.
يجب ان تكون المدينة الجديدة انتاجية بمعنى ان تضمن استرداد رأس المال المدفوع للخزينة وللقطاع الخاص.
لسنا مع ان تنفق الحكومة على انشاء المباني، ربما يجدر بالمستثمرين المحتملين تولي هذه المهمة لمصلحة الحكومة مقابل منحهم اراضي فيها واعفاءات سخية لمشاريعهم.
المدينة الجديدة فكرة قديمة طرحت على مر الحكومات، لكنها كانت كلما لمعت أطفئت جذوتها بحجة الوقت غير الملائم والإمكانات المحدودة ومصاعب التمويل.
هناك من يعتقد ان المدينة الجديدة ستورط الخزينة بديون ثقيلة ومصدر القلق التجربة المصرية، لكن من قال ان القاهرة الجديدة كمشروع غير ناجح.
الفكرة طموحة ويمكن إبقاؤها حية إلى أن تتوافر لها عوامل التنفيذ.
هل آن أوان المشروع الذي أصبح حاجة اقتصادية واجتماعية لإنقاذ عمان من الزحام والضيق والعشوائية التي ردها أمين عمان يوسف الشواربة إلى الزيادة السكانية الطارئة التي سبقت التنظيم.
الظروف الاقتصادية الراهنة وتداعيات كورونا على الاقتصاد وضعت الحكومة في موقع الدفاع، وإن صح أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم فيتعين أن تهاجم بمشروع وطني كبير ينشل الاقتصاد من الجمود، ويوقف سيل البطالة ويحرك الأعمال والقطاعات ويشغل المدخرات الوطنية ويجذب المستثمرين، وما من وعاء أفضل لكل هذا من مشروع عقاري يخلق ثروة جديدة وأصولاً جديدة ويبعث الروح في أراضي خزينة رخيصة ومهملة سترتفع قيمتها بعد وضع أول حجر أساس، وما على الحكومة سوى المساهمة بقيمة أصول تمتلكها في نواحي عمان: أراض ومبانٍ ثمينة بلا أي عائد وتترك باقي?التمويل للقطاع الخاص.
ربما من المناسب النظر الى اقتراح لجمعية المستثمرين في قطاع الإسكان يتضمن رؤية متكاملة لانشاء تجمعات سكنية على أطراف العاصمة، ومدن المملكة مثل مدينة ابونصير.
في الأردن يتجمع عدد كبير من السكان في مساحة صغيرة والعكس صحيح فالعاصمة والبلقاء والزرقاء ومأدبا تمثل 2ر16% من مساحة المملكة، يقطنها 4ر60%من السكان.
والجنوب حيث الكرك ومعان والطفيلة والعقبة، يمثل 2ر51% من مساحة المملكة يقطنها 1ر10% من السكان.
نلفت النظر الى ان هناك مشاريع لمدن وتجمعات سكنية لم تنجح مثل مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الزرقاء ومدينة المجد وثالثة هي اهل العزم فما كان ينقصها عوامل جذب كثيرة اقلها الخدمات.
(الراي)