بعد تحضيرات كبيرة وتجهيزات دقيقة وقفت عند كل تفصيلة من خطة الاستضافة انهت دولة قطر كافة التحضيرات لافتتاح المونديال وبدأت تعد العدة لبيان المشهد العام، وبهذا ستكون انظار العالم متجهة نحو دوحة العرب في قطر وعلى مدار شهر كامل مع حضور وجاهي تقدر اعداده باكثر من مليون ونصف المليون شخص وهذا ما يجعل من قطر كما من العرب محط حديث العالم على مدار المونديال.
التحضيرات القطرية لم تكتف بتقدم المطلوب اللازم لاشتراطات الفيفا بل ذهبت الى ابعد من ذلك عندما قامت بتقديم الافضل والامثل من اجل اظهار قدرة دوحة العرب على مكانة العرب التاريخية وموروثهم الحضاري الممتد منذ فجر الانسانية عندما انجزت قطر المخطط الشمولي اللازم بكل ما تحويه خطة العمل من بنية تحية واخرى فوقية لتنفيذ ذلك ضمن موازنة بلغت 220 مليارا اعتبرت الاضخم بتاريخ المونديال.
تفتح دوحة العرب ستار مونديال القرن بحلة عربية لتضع بذلك اسم العرب بالتاريخ الانساني الحديث وتعيد بلورة صورة الانسان العربي بأذهان البشرية جمعاء عبر ارسال رسالة مفادها يكشف عن قدرة العرب على الانجاز والابداع عندما تتوفر لهم الارادة على رسم استراتيجيات العمل وفق رؤية واضحة وبرنامج تنفيذي يقوم على الذاتية بالابداع على رغم من التحديات الموضوعية المعقدة الا انها في النهاية استطاعت ان ترسم نماذج عالمية لا تقل ابدا عن ما تم تقديمه في شمال العالم وعبر تاريخ المونديال بشكل عام.
تتجه انظار العالم نحو دوحة العرب في قطر لمشاهدة النموذج العربي بتقديم نموذج مونديالي وعلى مدار شهر كامل بين حضور وجاهي تقدر اعداده باكثر من مليون ونصف المليون مشاهدة مرئية لاكثر من 2 مليار متابع سيكون الوطن العربي وليس قطر وحدها حديث كل البشرية وهذا ما بحاجة الى حضور سياسي من كل القادة العرب وعلى مدار المونديال يحتفلوا بقطر بهذا الانجاز وليعبروا عن مشاركتهم العالم بتقديم رسالة العرب عبر المونديال في قطر الذي شاركوها تأمينه على الصعيد الامني فالمونديال يمكنه ان يشكل اكبر فرصة للقاء والتشاور وارضية غير رسمية للحديث في كل المواضيع ذات الاهتمام العربي المشترك.
وعلى الرغم من الصعوبات التى واجهت قطر بتنظيمها للمونديال إلا ان الارادة السياسية للدولة القطرية الواثقة من حتمية الانجاز استطاعت ان تتخطى كل التحديات السياسية واللوجستية والامنية وتتغلب على كل الصعاب التنموية والاجرائية التي واجهتها بتفان بل وتقوم القيادة السياسية بقطر بتحويل جملة التحديات الى منطلقات جديدة في مناخي التنموية والنمائية.
وهو ما جعل من قطر تشكل الدافع والرافع للراية القطرية بالتفاف شعبها حول رايتها عندما التف الجميع حول شرعية الانجاز التي تقودها القيادة بكل عزيمة وواثق مقدرة حملتها قيادتها السياسية برئاسة امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني الامر الذي جعل من قيادته تشكل ايقونة مونديالية كما يحلو للبعض تسميتها وجعل من قطر تستحق لقب دانة الخليج وعنوان مجده.
وعلى الرغم من كل محاولات التشكيك التي ارادت ان تنال من قطر الدولة والمكانة واصوات الاتهامية التي سعت للتشويش على الصورة الجلية التى رسمتها القيادة القطرية بتنظيم المونديال الا ان شعبية قطر اخذت بازدياد ومكانة قطر ازدادت علو منزلة وجعلها تكتسب فوق احترامها احتراما في المحافل السياسية وفي الحواضن العربية.
خلاصة القول ان ما قدمتة قطر من مكانة انجاز جاء من واقع رؤيتها لمشروع لم تثنها من انجازه هواجس سياسية او تحديات موضوعية لكنها استطاعت من استثمار كل طاقاتها وتستقطب كامل الخبرات العالمية وتضعها جميعها في خدمة استراتيجية عملها بهدف تجسيد رؤيتها حيز الواقع لتاخذ قطر بذلك زمام المبادرة من منطق رؤية كانت اشبه بالخيال وبل صعبة المنال لكنها قدمت رؤية الحصان على عربة التحدي فحققت بذلك شرعية انجاز جعلتها تضع قطر على جغرافية الانجاز العالمي.