حين فكرت بما سيقدمه المركز الوطني للمناهج بمناسبة مئوية الدولة، خطر ببالي تقديم عمل رائد، يهدي المجتمع الأردني، وربما الدولة عملًا رائدًا وغير مسبوق! طرحنا فكرة تأليف كتاب بعنوان: التعليم والمستقبل، وبصعوبة بالغة اقتنع المسؤولون أو المسؤول!
خططنا للكتاب، وتم اختيار أصحاب رؤى تربوية وغير تربوية:
تم اختيار الروابدة والرزاز وعدنان بدران وعون الخصاونة ومحي الدين توق وابراهيم بدران والهيفاءتين: أبو غزالة والنجار، وعدد من الباحثين المحترفين: علي محافظة وابراهيم غرايبة وحسين محا الدين وأحمد أبو خليل وذوقان عبيدات ومحمود مساد، وسأعتذر بشدة إن نسيت أحدًا.
تم تحديد موضوعات وإصدار التكليفات، وقمنا بزيارات شملت أصحاب الدولة وشرحنا لهم المهمة! نجحت الفكرة ووافق الجميع واعتذر دولة عون الخصاونة لانشغاله في قضايا قانونية دولية!
قام الجميع بمسؤولياتهم، حررّنا الكتاب ؛شاملًا :
-مقدمة حول رؤية المركز المستقبلية.
-رؤية المركز الوطني للمناهج.
- رؤى أصحاب الدولة.
- رؤى مفكرين تربويين.
-رؤى باحثين مجتمعيين.
تم إنجاز الكتاب المفخرة!
تأليفًا وتحريرًا وتصميمًا.
وربما قبيل دفعه إلى المطبعة بأيام قليلة ربما أسبوع حدثت تحولات وتغييرات إدارية في المركز، لكن بقي الجميع يتصلون بي شوقًا لصدور الكتاب.
طبعًا انقطعت عن الكتاب، ولم تعد لدي معلومات. تأخر الكتاب ستة شهور، وأخيرًا صدر في بداية شهر نوفمبر! وكانت المفاجأة وضع مقالة لا علاقة لها بالمستقبل ومعظمها يتحدث عن إصلاح التعليم في الوطن العربي مما يعكس أنها تجميع لا ينسجم -برأيي - مع فكرة الكتاب، لكن اسم صاحبها الذي لم يعرف عنه أنه كتب قد يشفع له عند أصحاب القرار.
نعم صدر الكتاب- المفخرة- والذي يستحق المركز الوطني للمناهج التهنئة عليه مع أنه: خلا من رؤية المركز نفسه، حيث تم حذف المقدمة وحذف كل إسهام تربوي من المركز ، فاختّل محتوى الكتاب!
ربما سيشعر المسؤولون بالفخر وسيسجل إنجازًا لهم، فقد أُنجزت المهمة، وبعثوا بنسخ إلى أشخاص لا يقرؤون حتى العنوان! المهم: سجلوا نقطة عند المحاسب! الذي لا يحاسِب.
إذًا صدر الكتاب! وربما رآه من يهمه الأمر! وتعليقي:
١- لن يقرأ المعلمون الكتاب ولن يروْنه ولن يقرأه مديرو التعليم والمشرفون التربويون ولا مديرو المدارس، ودليلي على ذلك أنهم طبعوا خمسمائة نسخة فقط، وهذا يعني أن الكتاب لن يصل إلى مكتبة أي مدرسة!، بل ولن يقرأه أحد في المركز الوطني للمناهج! لأسباب ليس أهمها عدم الاهتمام، بل لأنهم يعرفون من أصحاب الكتاب الحقيقيون الذين تم حذف أي أثرٍ لهما في الكتاب!
٢-الكتاب لا علاقة له بالمركز الوطني للمناهج، ولم يظهر إسم أحد منهما في الكتاب، والأهم من ذلك لم يقدم رؤية المركز لمستقبل التعليم! وليس من المعقول أن كتابًا عن مستقبل التعليم يخلو من رؤية المركز الوطني ورؤية وزارة التربية!!!
٣-إن حذف أسماء الفاعلين الحقيقيين لا يسيء إلى المحذوفين، فالجميع يعرفون الأدوار الفاعلة لمن!
٤-إنهم كرّسوا وحدانية المسؤول فالأردن يقدس الرقم واحد، وفي كل مؤسسة واحد والباقي أصفار أو ما يعادلها!
ملاحظة:
لو سألتم أصحاب الدولة: الرزاز والروابدة وعون الخصاونة وعدنان بدران لوافقوا على كل كلمة! وكذلك توق وابراهيم بدران والهيفاءتين وجميع الباحثين، حتى من أضافوه لاحقًا يعرف ذلك لأنه غضب عليَّ لعدم اختياره باحثًا .
وأخيرًا: المنابر متعددة وليس منبر الدولة من أهمّها! والمحذوفان سينشران ما تم حذفه لكي يعرف الجمهور أن المحذوفيْن ليسا محذوفيْن!!