جاءني قائلا : يا اخي انظر إلى نصف الكوب المليء بكفي تركيز على السلبيات.
قلت انا لا أرى الكوب؟؟ أين هو؟؟.
انا افهم ان الكوب هو الأمل وحين نفقد الأمل فليس ثمة كوب ننظر اليه أو نشعر بوجوده.
الذين يطالبون الناس بالتركيز على النصف الممتلئ من الكوب ، إنما يمارسون عملية نفاق سياسي للوصول إلى مواقع.
او انهم يتحدثون من سعة في العيش تجعلهم لايعرفون ولا يشعرون باوجاع مليون شاب عاطل عن العمل ولا بجائحة العنوسة والطلاق التي تمزق النسيج الاجتماعي للدولة، ولا بنار الجوع التي دفعت اناسا كثر إلى التنقيب في حاويات القمامة وأشعلت مارثون السباق الليلي نحوها، ولا بإعداد الذين أغلقت اوامر الدفاع أعين التنفيذ القضائي عن مطاردتهم، ولا بحشد اليائسين الذين وجدوا الهروب في الحشيش والمخدرات.
انهم يدركون جيدا ان ما يقولونه طبخة حصى غير متقنة
انهم يعرفون ان الماء قابل للتبخر بفعل الحرارة ولكنهم يتناسون أن الماء قد تبخر من الكوب بفعل حرارة اوجاع الفقراء وسخونة حماس المنافقين.
اريد واحدا من المسؤولين ليشرح لي أو لنا جميعا مكونات النصف الممتلئ من الكوب ، منجزات هذا النصف الوهمي من كوب الوطن او بالأصح كوب حكومتنا.
أيها السادة في المكاتب المكيفة أعطونا أملا نعطيكم صبرا.