يتلعثم بين السطور الكلام ...فلم اكن اتوقع ان تاتي اللحظة التي اكتب فيها عن الخال محمود سعيد ,فقد وعدني ان يكتب هو عني لانه كان معي اثناء مرضي يوما بيوم يشد من عزيمتي في مقاومة المرض بشتائمة التي كانت احب الى قلبي من كل مدائح الدنيا...كان يقول لي دائما بعرجتك تخدم وطنك ومليكك... وان كان لنوتردام احدب فلدينا في عمان اعرج...التقيتة في بداية الثمانينات صدفة حيث كان انذاك المنتدى الانساني الذي اصبح فيما بعد منتدى الشباب العربي ( احمد سلامة ,بكر العبادي,عماد الطراونة,ممدوح الناصر,حيث كنا نلتقي في بيته في جبل التاج حتى ساعات الفجر نحاول الارتقاء الى طموحات قيادتنا الهاشمية في الوحدة ... والحرية ... والحياة الفضلى)... احمد سلامة هو من قدمني الى الخال ... ومنذ ذلك الوقت لم تنقطع شتائمة الدروس لي ... وعندما شكيت له طويل العمر ابو عصام ,قال لي :لاتسمع لما يقوله عبد الروؤف فقط بل انظر الى قلبه... وعلى كل حال علشان ترتاح يا (...)احكي مع ابو مازن عالرئاسة( مصطفى باشا القيسي وكان وزير دولة لشوؤن رئاسة الوزراء في حكومة دولة ابو الراغب)وفعلا قابلت الباشا وذكرت له ان الخال امطرني بالشتائم وكنت منفعلا وعندما نظرت الى الباشا وقد ادار كرسيه المتحرك واذ به قد خلع نظارتية من امتزاج الدموع بالضحك... وما ان عدت الى مكتبي الا وجرس الهاتف يرن واذ به الخال فبادرني بالقول: شو صار معك يا (...).وقال لي عبارة لن انساها ما حييت :مش مهم تحب وطنك وبس المهم تعرف كيف تحبه... وقبل اشهر التقيته وسالني الى اين وصلت في كتابي الذي اعدة بعنوان :نبض الشارع( وهو كتاب يؤرخ للفترة ما بين 1989 وحتى الان عن كل الجلسات والصالونات السياسية والخاصةالتي كنت شاهدا عليها والشخصيات الرسمية والشعبية التي عرفتها)فقلت له ما هي الا اشهر ويرى النور... العود محمود سعيد مدرسة في الوطنية... ومدرسة في حب الحياة... ومدرسة في حب واحترام الناس...انا شخصيا تعلمت منه الكثير...فكثيرا ما كان يؤنبني عما كنت اكتب في صحيفتي العرب اليوم والاسواق بعنوان : نبض الشارع(1999ـ 2003)وكنت اقول له: يا خال انا لست صحفيا ما اكتبه هو وجهة نظر!!! ساكتب ذات يوم عما استطعت ان انتزعه بالحب من صدر الخال محمود سعيد الذي سيبقى في القلب الى موعد اللقاء...اخ يا خال...