كلمات الملك وولي العهد في قمة المناخ
د. بسام الزعبي
10-11-2022 10:46 AM
من جديد يؤكد الأردن اهتمامه بالاقتصاد الأخضر، والتنمية الاقتصادية المستدامة، بالتزامن مع تطبيق برنامج الأردن للتعافي الأخضر، الذي يسير بالتزامن مع تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، التي أطلقها الأردن هذا العام، إذ أن الاقتصاد الأخضر جزء مهم ومحرك رئيسي من محركات النمو الاقتصادي التي تضمنتها الرؤية.
كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة المناخ (COP27)، التي عُقدت هذا الأسبوع في شرم الشيخ، تضمنت العديد من المحاور المهمة فيما يتعلق بالاقتصاد الأخضر، والتغير المناخي، والتنمية الاقتصادية المستدامة، حيث أوضح جلالته أهمية «تحقيق التكامل الوثيق بين إجراءات التعامل مع التغير المناخي والتنمية الاقتصادية، بحيث يعكس هذا النهج التكاملي الواقع الذي نعيشه، وهو أن التنمية الاقتصادية المستدامة في القرن الحادي والعشرين تتطلب موارد وممارسات خضراء، وأن على العالم الملتزم بالممارسات الصديقة للبيئة أن يحقق تطلعات شعوبه»،?مشيراً جلالته إلى أننا «وجدنا حلولاً في الطاقة المتجددة، وتحلية المياه، وتقنيات الري الحديثة، والانتقال إلى وسائل النقل الكهربائية».
كما بين جلالته أن «برنامج الأردن للتعافي الأخضر يسير بالتوازي مع رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقتها المملكة، فنحن نعمل على الاستثمار في مواردنا الوفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويُعد الأردن رائداً إقليمياً في إنتاج الطاقة النظيفة، إذ يتم توليد 29% من الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة، ونسعى لتصل النسبة إلى 50% بحلول عام 2030، كما تمكنا من زيادة مساهمة المملكة في التقليل من الانبعاثات الكربونية بمضاعفة هدفنا للعام 2030، ونعمل على تشجيع الشراكات الاقتصادية الخضراء لتوفير فرص العمل الجديدة ومستقبل من ا?أمل».
فيما أكد جلالته على «حرص الأردن على أن يكون مركزاً إقليمياً للتنمية الخضراء، فنحن نعمل بالشراكة مع مصر، والعراق، والإمارات، والسعودية، والبحرين، ودول أخرى لزيادة منعة المنطقة بأكملها، إذ يوفر الأردن مجالاً واسعاً من الفرص للاستثمار في مبادرات تعنى بالمناخ، مثل البنية التحتية الخضراء، والمركبات الكهربائية، والزراعة، وقطاعات أخرى».
أما سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، مندوب جلالة الملك عبدالله الثاني إلى قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والتي عقدتها المملكة العربية السعودية الشقيقة على هامش قمة المناخ، فقد ألقى كلمة في القمة بين فيها أن «الأردن شارك في مختلف الاجتماعات الفنية الخاصة بهذه المبادرة، وذلك إيماناً منا بأهميتها ومواءمتها لخططنا واستراتيجياتنا الوطنية الهادفة إلى زيادة الرقعة الخضراء في المملكة الأردنية الهاشمية، والتخفيف من آثار التغير المناخي والحد من التصحر وتدهور الأراضي».
وقد بين سموه «أننا لم نغفل أهمية الحفاظ على البيئة في خططنا واستراتيجياتنا الوطنية، إذ أن الاقتصاد الأخضر والعمل المناخي جزءان لا يتجزآن من محركات النمو التي أطلقها الأردن مؤخراً ضمن رؤية التحديث الاقتصادي للسنوات العشر القادمة، والتي نسعى إلى تحقيقها من خلال شراكات فاعلة بين القطاعين العام والخاص، محلياً وإقليمياً ودولياً، وبمشاركة الشباب والمرأة».
ومن هنا فإننا ندرك مدى الأهمية الكبرى التي يوليها الأردن لملف الاقتصاد الأخضر بكافة تفرعاته ومجالاته، وندرك مدى اهتمام رؤية التحديث الاقتصادي بهذا الملف الذي يتماشى مع برنامج الأردن للتعافي الأخضر، والذي يهدف إلى جذب المزيد من الاستثمارات الخضراء للأردن، وخصوصاً في مجالات الطاقة المتجددة، والبنية التحتية الخضراء، والنقل، والزراعة.. وغيرها من المجالات التي تحفز الاقتصاد الأخضر المستدام، وتساهم في توفير فرص عمل جديدة ونوعية.
مع التأكيد على ضرورة تنفيذ ذلك من خلال الشراكة الحقيقية ما بين القطاعين العام والخاص، وأن على الحكومات الأردنية المتعاقبة أن تسعى لإنجاح الاستثمار في الاقتصاد الأخضر بكافة الطرق والوسائل الممكنة.
الرأي