المعارضة الاردنية داخلية ام خارجية ؟؟
ايمن خطاب
10-07-2007 03:00 AM
يذهب البعض بتحليلاته ، الى نبوءات بانعكاس الانشقاق الفلسطيني على الساحة على الاردنية ، ويرسم سيناريوهات لتبعات هذا الانقسام ، ويذهب الى ابعد من ذلك بكثير ، ليربطه بجوانب استحقاقات دستورية قادمة " انتخابات بلدية على الباب بانتظار الدخول ، ونيابية بانتظار ضوء اخضر ، على اشارة حمراء ؟؟وسيناريو الانقسام الفلسطيني وتداعياته على الاردن ، للاسف ، موجودة مثله انقسامات اخرى ، بعثية سورية واخرى عراقية ، وثالثة مرتبطة بفصائل وتنظيمات ، واخرى بدول ، او بمباديء وتيارات ، كل ذلك يحدث في الاردن !!
المعارضة الان باتت على باب الافتراق ، وسور التلاقي الذي شيد عام 1994 على ما ا ظن بين اطيافها ، بات خيطا رفيعا ، او شعرة عرضة للقطع ، على خلفية ما جرى ويجري في الجوار ، والاختلاف بقضية مفصلية امر طبيعي ، لكن اسباب الخلاف وحساباته تتطلب قدرا من التمعن ، والتمعن معذورون ان نظرنا لدوافعه بتشكيك في الاهداف ، لان ما يجري في ساحات المعارضة ، وجهات نظر متعدده ، اخر عناوينها الاردن ، والدليل ان " الجبهة حماسية وحشد والوحدة الشعبية ، جبهة شعبية ، وحماه والعربي الاردني ، امناءهما العامون اعضاء سابقون في فتح والبعث الاشتراكي عراقي سابق والتقدمي سوري وحتى الشيوعي فمنبثق من حزب فلسطيني في خمسينات القرن الماضي " في خضم ذلك الا يحق لنا ان نتساءل عن موقع الاردن في قاموس هؤلاء !!
الشيخ زكي بني ارشيد امين عام جبهة العمل الاسلامي وصلت مواصيله ، درجة تخوين المعارضة لمواقفها حيال الصراع الحماسي الفتحاوي ، والمعارضة التي هو جزء فاعل فيها عند المفصل الخارجي ،اصبح الجمع المؤتلف اضدادا ، طرف حماسي هنا ، واخر فتحاوي هناك ، وثالث يتنظر تعليمات الخارج لفرز الموقف وفي اي اتجاه يسير ، والاطراف كلها على التراب الاردني ، تتحاور وتناقش ، في وقت ما تزال قضية التمويل الحكومي للاحزاب الاردنية ، وافراد – بكسر الالف - مخصصات لها في موازنة الدولة الاردنية ، مطلبية لهذه الاحزاب باعتبارها " اردنية المنشأ والمنبت والهدف " حتى وان كانت الاجندات خارجية ، فالحجة صيغ عروبية واسلامية ، " وتداعي الاعضاء لسائر الجسد العروبي بالحمي والسهر" ومن شذ ولديه التفكير بمراجعة نفسه فهو خائن !! .
اطراف الجمع المؤتلف على مصلحة ليست اردنية ، بدات الان تخوض في كيل تهم الخيانة لبعضها البعض حيال ما يجري ، وما يجري يجبرنا على التساؤل دوما ، لماذا لا تحدث هذه الامور في سوريا ، او قطر او السعودية ، او ما شئتم من بلدان ، ما تزال تتعاطى مع " اللاجي والمشتت " بوثيقة لسفرة واحدة ، شانه شان التامين المؤقت للمركبة لغايات السفر !! والتساؤل يقود ايضا الى الغوص بتفاصيل تعريف من هو الاردني ؟؟ وهو ما ساتجنب الاجابة عليه من وجهة نظر شخصية ، وان كنت اؤمن انه من حمل جواز السفر وبطاقة الاحوال المدنية ، حتى لو كانت الوثائق مؤقته ، لغايات التيسير على العباد ؟
في بلاد الوثائق ، لا تشفع الاقامة خمسة عقود لمن يملكها – اي الوثيقة - في الحصول على الجنسية ، فيما الامريكي او البريطاني او الهندي والبنغالي بات بموجب التشاريع ابن البلد !!
وحتى لا يستبق البعض الصاق تهمة الموالاة الحكومية بي ، فوجهة نظري ان غالبية قطاعات الشعب الاردني معارضة لحكومتها ، حتى وان جاءت استطلاعات الجامعة ا لاردنية في صالحها ، لكنها معارضة منيثقة من هم اردني واحد ، عنوانه معيشة وحقوق ، فكلنا ضد توريث المناصب ، وزيادة اسعار المحروقات ، ورفع اسعار الخبز ، وضد الفساد ، ولكثرين منا وجهات نظر تتعارض مع توجه امانة عمان حيال استملاكات العبدلي ، واعتقادنا انها منطوية على طابق فساد ، فيه افادة لاشخاص على حساب مئات الالوف !!
لكن على الرغم من هذا وذاك ،فالعروبة تلزمنا ان نقف ضد المشهد الفلسطيني ، الذي يجري ميدانيا الان ، واطرافه مجتمعة ، سواء كانت فتحاوية او حماسية ، وان كانت ذات وجهة النظر ترى انه من المعيب ان نتعاطى مع الامر كورقة مستقبلية تتصل بشان اردني بحت ، نبدأ من خلالها مسلسل الغزل واللعب على هذه الورقة .
سياق التمادي الذي بات المرء يلمسه ويتعاطى مع تداعياته ونتائجه يوما وراء يوم ، بات بحاجة لوقفة مراجعة اردنية بحتة ، تحتاج الى توصيف دقيق لبعض الامور التي طالما جنبنا الحرج الخوض فيها ، لكن تعريف وتوصيف المعارضة قضية باتت بحاجة لوقفة ، وتسمية الاشياء بمسياتها ضرورة ، فهل المعارضة للداخل ام للخارج ؟؟ وما حدود التلاقي والافتراق بين عناصر التعريف ؟؟ وما هو موقع الاردن في هذه العناصر ؟ ذلك لا ينتقص او يؤثر على دور الاردن باعتقادي حيال قضايا امته ، لكنه كفيل بان يضع حدا لمن استمرء المتاجرة باسم الاردن ومواطنيه ، كضمانة لانسياب " الماء الزلال " في انبوب الدعم الخارجي !!
ayman65jor@yahoo.com