هل العرب يحتاجون إلى عقد القمم العربية ضمن السياق الرسمي المتعارف عليه دوليا وضمن تحضيرات لوجيستية ودبلوماسية وأمنية. وهل مستوى النتائج يتوائم مع مستوى التحضيرات والتجهيزات والكلف المترتبة عليها. وهل هناك قرارات حاسمة تتمخض عن عقد القمم وهل هناك لجان لمتابعة تنفيذ القرارات واذا كان هناك لجان للمتابعة فهل تنفذ القرارت ام تبقى حبرا على ورق.
ليس المطلوب من القمم حسن صياغة العبارات ولا إثبات الحضور ولا تكرار ما قيل سابقا وبقي على حاله.
المراقب لعقد القمم العربية يلمس ان هناك هالة معينة لهذه الاجتماعات وحضور وصياغة قرارات تاخذ طابعا شكليا متكررا.
ففي قمة لم الشمل التي عقدت مؤخرا في الجزائر جيء بقرارات أعدها سلفا وزراء الخارجية العرب تكرر ما جاء في القمم السابقة ومنها مركزية القضية الفلسطينية واهميتها وضرورة الانسحاب الاسرائيلي إلى خطوط الخامس من حزيران لعام ١٩٦٧ والدعوة إلى حل الدولتين والتأكيد على أن عاصمة فلسطين هي القدس الشرقية وضرورة تأمين حق العودة والتعويض..... الخ والتأكيد على التآلف العربي والتضامن وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة ورأب الصدع العربي وحل الخلافات العربية والتعاون الاقتصادي وما إلى ذلك.
والمتتبع لمثل هذه القرارات المتكررة لا يجد لها أي صدى على أرض الواقع الذي بقى كما هو من عشرات السنين.
القمم تحتاج إلى ارادة صادقة وعزيمة ومتابعة وقدرة على تنفيذ القرارات والا فما هي جدوى انعقاد القمم.