facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شهوة السُّلطة


وليد شنيكات
09-11-2022 09:54 AM

كم مرّة قرأنا وسمعنا عن شخصيات حول العالم متعطّشة للسُّلطة، بل إن كثيرين من هؤلاء ذهبوا إلى أبعد من ذلك وقالوا إنهم خُلقوا من أجل السُّلطة، وإن لديهم كل الإمكانيات اللازمة التي تؤهلهم للوصول إلى هذا الهرم المهم في الدولة بقطع النظر عن إمكانياتهم وما يتمتعون به من كاريزما للفوز بهذا الموقع الرفيع.

من أمريكا إلى إسرائيل حتى بغداد وثم ماليزيا، وباكستان، وأيضاً في عواصم عديدة تتعزز هذه النزعة وربما تأخذ شكل الحالة المرضية المزمنة التي يصعب الشفاء منها، خاصة إذا تمكّن هؤلاء من تقلّد هذا المنصب في مراحل سابقة، وجرّبوا معنى أن يكون الشخص في قَعر الوادي وينتقل مرّةً واحدةً إلى الذروة ونعيمها المقيم.

لايزال الجدل محتدماً في الولايات المتحدة التي تعيش على وقع أزمة الانتخابات النصفية بعد أن أطل ترامب الشعبوي وصاحب نظريات المؤامرة اليمينية مجدداً في الحملات الانتخابية للحزب، وقال إنّ "إعلاناً هاماً جداً سيصدر عنه الأسبوع المقبل"، وسط تكهنات بأنه قد يكشف عن خوضه الانتخابات الرئاسية عام 2024 للعودة إلى البيت الأبيض، أمام بايدن الذي قال هو الآخر إنه سيترشح لولاية ثانية رغم بلوغه سن الـ82 عاماً حتى موعد الانتخابات المقبلة.

ألقت الشعوبية بكامل ثقلها وتأثيراتها القوية على عقول ومشاعر الدهماء التواقة لرؤية الوجوه الجديدة لاسيما الشابة، التي عادة ما تستخدم الخطاب الشعوبي الذي يدّعي عموماً البساطة والتواضع والقرب من الفقراء، وهي اللغة التي يفضّل سماعها أهل هذه الطبقة، ما يعني أن الشعبوية شكّلت سلاحاً حاداً وذخيرة قوية في الوصول إلى السُّلطة.

من يدري؟ قد يكون صاحب "تويتر" الجديد إيلون ماسك لديه ذات التطلّعات، فهو لم يدفع 44 مليار دولار من أجل السّيطرة على أشهَر منصّة في العالم فقط، خاصةً بعد "التجربة الترامبية" في السُّلطة التي ألهمت رأس المال وفتحت شهيّة الكثيرين على التفكير في الترشح للانتخابات، فماسك نفسه يعتبر ترامب مَثَلُهُ الأعلى ولديهما نفس الكيمياء في التفكير والصفات.

يقول رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد (96 عاماً) إنه مستعد لأن يصبح رئيساً للوزراء للمرة الثالثة، لكن ليس لولاية كاملة، وأضاف: "إذا كان الإصرار مستمراً من جانب أبناء الشعب على أن أتولّى منصب رئيس الوزراء مجدداً، فسوف أجد صعوبة في أن أفكر في مصلحتي فقط، ومع ذلك إذا لم يكن هناك مرشحون مناسبون واستمر الإصرار من المواطنين، فسوف أقبل المنصب".

في إسرائيل المُثقلة بالانقسامات والتجاذبات السياسية هناك صراع كبير على السُّلطة بين الأحزاب المتطرّفة وهو ما أدخل هذه الأحزاب في انتخابات خامسة، أفرزت أخيراً أكثر التيارات تطرّفاً، والفلسطينيون هم دائماً وقود هذا الصراع، من بوابة تحقيق الأمن الذي يمكّن هذه الأحزاب من الحصول على عدد أكبر من الأصوات للوصول إلى السُّلطة القذرة.

مشهد يمتد إلى بلدان أخرى، خذ مثلاً الصين وروسيا وتركيا، لم تسلم هي أيضاً من هذه العدوى، بيد أننا نحن معشر العرب أوّل من دشن فَتْح "السُّلطة المطلقة" حتى أصبحت الجمهوريات تعتمد بشكل غير مباشر النظام الملكي في تَسلُّم مقاليد الحكم أو توريثه.

تُعدّل الدساتير وتُزوّر الانتخابات والإرادات، كل ذلك من أجل السُّلطة و السُّلطة وحسب، بعكس أولئك في مشارق الأرض ومغاربها الذين يتشبّثون بالسُّلطة لتنفيذ مخططاتهم التي تؤثر علينا حتى بتنا نخشى قدوم هذا الرئيس أو ذاك، وتحوَّل جميعنا إلى عباد ندعو الله في الثلث الأخير من الليل حتى لا يأتي هذا الرئيس لنعاود سباتنا مجدداً!!.

ولا يبدو الأمر في بعض البلاد مختلفاً، فوزير ونائب سابق لا يتوانى في الكشف عن "حلمه" بأن يكون رئيساً للوزراء بعد أن تولّى كل المناصب خلال مسيرته الطويلة وبلغ سن الثمانين. فهو يرى أنه مازال في العمر بقية "لخدمة البلد والشعب"، تماماً كما خدم أمثاله وأسرفوا في الخدمة من قبل.

يصنع الإنسان السُّلطان ويكون له أسيراً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :