عمون - أبو جعفر المنصور هو أحد الخلفاء العباسيين الذين لعبوا دورًا مهمًا في تأسيس وتنظيم الدولة العباسية. هناك عدة أسباب تعزز الاعتبارات بأنه المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، ومنها:

1. القيادة الفعالة: قاد المنصور بشكل قوي وحكيم، ونجح في توحيد الأنصار حوله وبناء تحالفات قوية مع القبائل العربية والفصائل العسكرية المختلفة. استخدم براعة سياسية في الحفاظ على استقرار الدولة وتوسيع نفوذها.

2. تنظيم الإدارة: أسس المنصور نظامًا إداريًا قويًا، حيث قسم الدولة إلى محافظات ومناطق إدارية، وعين ولاة لهذه المناطق لتولي إدارتها. كما أنشأ هيئات حكومية متخصصة لإدارة الشؤون المالية والقضائية والعسكرية.

3. الترويج للعلوم والثقافة: كان المنصور مشجعًا للعلوم والفنون والثقافة. قام ببناء المدارس والمكتبات والمراكز الثقافية في العاصمة العباسية بغداد، وجذب العلماء والمفكرين من جميع أنحاء الدولة للمشاركة في تطوير المعرفة.

4. استقرار الدولة وازدهارها الاقتصادي: تحت حكم المنصور، شهدت الدولة العباسية فترة من الاستقرار النسبي والازدهار الاقتصادي. تم توسيع نطاق الحكم العباسي إلى مناطق شاسعة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما أدى إلى زيادة الثروة والتجارة وتعزيز النمو الاقتصادي.

5. التحول الديني والسياسي: قام المنصور بتحويل السلطة العباسية من كونها مجرد سلالة حاكمة إلى دور أكثر تمثيلاً للإمامة في العالم الإسلامي. استخدم الدعاية والترويج لنسبه العربية وصلته بالنبي محمد لتعزيز شرعيته وقبوله بين الشعوب الإسلامية.

إن هذه العوامل وغيرها ساهمت في تعزيز دور أبو جعفر المنصور كمؤسس حقيقي للدولة العباسية، وأسهمت في استمرارية الدولة ونجاحها لعدة قرون بعد تأسيسها.