الحربان العالميتان الأولى والثانية كانتا حروباً ساخنة استعمل فيها السلاح والمتفجرات لتدمير العدو. والحرب العالمية الثالثة كانت حرباً باردة استعملت سلاح الاحتواء والحرب الدبلوماسية في ظل الردع المتبادل ، أما الحرب الرابعة التي انطلقت الآن فتدور حول المال والعملات وأداتها أزرار الكمبيوتر ، وهي حرب ناعمة.
نحن الآن في أولى مراحل الحرب العالمية الرابعة ، وهي حرب تشنها أميركا على جميع دول العالم ، بما فيها حلفاؤها الأوروبيون ، نتائجها كاسحة وليس من المؤكد أننا سنسلم من تداعياتها.
سلاح المعركة الأول هو الدولار الرخيص الذي أصبح متاحاً للبنوك الأميركية بدون حدود وبسـعر فائدة رمزي لا يزيد عن نصف الواحد بالمائة. والهدف هو السماح للبنوك الأميركية بتحقيق أرباح لتغطي خسائرها التي فاقت حقوق الملكية.
البنوك الأميركية بدورها اكتشفت منجماً ، فلماذا لا تستدين مليارات بل تريليونات الدولارات من الفدرال ريزيرف وتشتري بها أصول العالم من شركات ومناجم وآبار بترول وحتى عقارات.
الدولارات غمرت أسواق العالم لشراء أصول إنتاجية ، مما أدى إلى انخفاض سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار العملات الأخرى كاليورو والين ، الأمر الذي يحقق لأميركا ميزة أخرى وهي تشجيع الصادرات الأميركية لرخص ثمنها بنظر العالم ، وتخفيض المستوردات الأجنبية لارتفاع ثمنها بنظر الأميركيين.
باختصار أميركا تريد بهذه الخطة الاستيلاء على ثروات العالم بدون حروب وإراقة دماء ، مقابل دولارات لا تكلفها غير الورق والحبر الذي تطبع بهما.
الدولارات التي تنفقها أميركا في شراء أصول العالم تستقر في البنوك المركزية التي لا تجد ما تفعله بها سوى الاستثمار في سندات الخزينة الأميركية بسعر فائدة لا يزيد عن 1% ، أي تمويل العجز الأميركي.
العالم تنبه لهذه (المؤامرة) العلنية ، وشهدت اجتماعات البنك وصندوق النقد الدوليين في واشنطن اعتراضات شـديدة ، ولكن أميركا تضع العالم أمام خيارين ، فإما الرضوخ وإما انهيار النظام النقدي العالمي كما عرفناه.
الدينار الأردني مرتبط بالدولار وهو مرشح لموجه تضخم عاتية ، وإقبال شديد على شراء الأصول المادية من أسهم وعقارات قبل أن تشتريها الصناديق الأميركية التي تغزو العالم.
الرأي