حينما يغلب اللسان على الجنان فيشتد اللسان قولا وسنان ويمضي مضاء سليطا في البيان ويخوض تفصيلا للحوادث بإمعان ويكثر الشرح دون حجة واتزان ويرمي الكلمات بصوت رنان وتهتز الجدران من الصدى بعد أن اطلق العنان ولا يهدأ وإن بدا الفشل ظاهر للعيان.
ذاك ديدن كل منظر جان وكل مهرج فتان وعريض المنكبين شيطان يماري وهو يعرف نفسه ولو بكلامه إزدان وبحلو نطقه استبان وبصوته العالي استهان وان جلد العقول وبدأ انه ملآن و أكل اللحم ورمى العظم لفارق الزمان.
كفاك تهريجا وانت تركب الحصان وتصول بين الناس ولهان ولا تعبأ بعقولهم وقلوبهم المليئة بالاشجان والخيبات والحسرات على غدرك وسوء قصدك وضربك الاغصان.
وتمردك ونهمك على كل جوعان ومستمع ومنتظر لأيام الامن والامان ونيل قسط من الراحة والاستماع لحسن البيان.
مهما تجملت بالحلي وزينة اللباس فأنت عريان، ومهما بلغت من التعبير ومضاء اللسان ومضيت عبر زمن طويل تراوغ الاذان فإنك مكشوف وحركاتك عارية الاغصان.
وطن نفسك وكن صادقا ديان، واجعل سيرتك عطرة يتوق لها كل عطشان او أخرج مناكفا بلا أسف يعبر عنه البيان.