دور جامعة الحسين بن طلال في تنمية المجتمع نظريا وعمليا
د.حسن عبد الله العايد
20-10-2010 01:44 AM
ما انفكت جامعة الحسين بن طلال تعمل كرافعة نهضوية في جنوب المملكة أسهمت في تحقيق زيادة نسبة المعرفة لدى افراد المجتمع من الشباب والشابات من أبناء المنطقة من 5ر3 % عام 1999 إلى حوالي 5ر11 % في الوقت الحالي بحصولهم على شهادات البكالوريوس وزيادت النمو المعرفي ، أو ما يسمى الثورة المعرفية والانفجار المعرفي الذي تسهم الجامعة في إحداث أساليب وأدوات الحصول على المعرفة وتخزينها واسترجاعها وتحليلها ، ولذا صارت قوة الجامعة وكفاءة أعضاء هيئة التدريس فيها ومستوى طلبتها من الأهمية الكبيرة التي تسهم في تحديد درجة التقدم الاجتماعي ومكوناته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية . وكذلك تقدم المعرفة التقنية الذي فرض على الجامعات توجهات معينة، فلم يعد هناك مجال لتعزل الجامعة نفسها عن هذا التقدم والتطور ،فقد أصبح من مسؤولياتها النهوض بمجتمعاتها، والدخول بها إلى عصر التقنية ومواكبة التطور التكنولوجي والإسهام فيه أيضا .
و تعدّ جامعة الحسين بن طلال ركنا أساسيا من أركان اقليم الجنوب المنفتحة القائمة على الفكر المتطور، و تعمل الجامعة على تغيير الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، بالإضافة إلى قيامها بعملية مستمرة ليست مرتبطة بزمان محدد وجيل معين ، ومن هنا يأتي إدراك الواقع التعليمي لاقليم الجنوب . وقد اسهم بذلك ارتفاع عدد أعضاء الهيئة التدريسية مقارنة بالسنوات السابقة ، فارتفع عددهم بنسبة 79 % ، في حين ارتفع عدد الطلبة بنسبة 35% حيث وصل عدد الطلبة في هذه السنة الدراسية الى ما يقارب 9000 طالب وطالبة .
وقد وفرت الجامعة اكثر 1000 فرصة عمل ، وبلغ نصيب أبناء المحافظة معان منها 87 %.
إن جامعة الحسين تؤدي دورها المتكامل في التغيير الاجتماعي من خلال سياسات تشاركية و تفاعلية الجامعة من ناحية و بين الفرد و البيئة الاجتماعية من ناحية أخرى ، فعلاقة الجامعة بالتغيير الاجتماعي متلازم ومترا بط فهي تقوي المهارات وتذكي روح الابتكار لدى الفرد ، وان جامعة الحسين لها اثر كبير في عملية النهوض الاجتماعي؛ لأنها تساعد على تحسين أوضاع الطبقات الفقيرة من السكان ، وتيسر فرص العمل للإفراد التي يفرضها المجتمع لانها تلبي حاجة الفرد والمجتمع من مهن مختلفة ، فالتعليم الجامعي المتخصص يركز على تعليم المهارات الأساسية مما تتيح فرصا للإنتاج وبالتالي ينعكس ايجابيا على المستوى المعيشي لسكان المنطقة ، و يحرك عملية التنمية لان المؤسسة التعليمية هي من المؤسسات التي تناط بها مهمة صقل الافراد لتلبي حاجة المجتمع التنموية من متخصصين من مختلف المجالات التقنية والفنية .
من هنا اخذت جامعة الحسين بن طلال ممثلة برئيسها الاستاذ الدكتور على الهروط على عاتقها السعي نحو التميز من خلال طرح ماتحتاجه المنطقة من تخصصات ودورات فنية تناسب سوق العمل ، وتراعي خصوصيتها ، حتى تكون دافعا للتقدم ورافعة للمستوايين المعيشي والمهني و في ذات الوقت عملت على على مايلي:
اولا : استقطاب كرسي اليونسكو للتراث والسياحة المستدامة في كلية الآثار والسياحة والإدارة الفندقية ، لتكون الأردن ثاني دولة على مستوى العالم تحتضن الكرسي العالمي بعد الأرجنتين.
و يأتي إنشاء الكرسي ليعزز نظام البحث المتكامل والتدريب والمعلومات والوثائق في مجال التراث والسياحة المستدامة ، الذي يوفر فرص التعاون بين الباحثين المميزين عالمياً وبين أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وغيرها من المؤسسات التعليمية في الأردن و في الخارج.
ويهدف هذا البرنامج إلى حماية التراث الأردني وتعزيز السياحة المحلية لتأكيد استدامتها ، وتأسيس شبكة محلية وعالمية فاعلة من الأفراد والمؤسسات المتخصصة بالتراث كأداة لتطوير السياحة المستدامة ودفع عملية التطوير، ورفع مستوى الوعي العام والاسهام في التقدم ونشر أفضل الممارسات في مجال التنمية المستدامة.
ومن جملة الأهداف أيضا تقديم التدريب المهني والاستشارة في مجال الدراسات السياحية، إضافة إلى المشاركة في شبكات البحث الوطنية والإقليمية والدولية ذات العلاقة من أجل السماح للتبادل ونقل المعرفة في مجال التراث والتنمية المستدامة، وتعزيز الوعي العام حول أهمية التراث السياحي و مغزاه في حياة الناس من خلال الشراكة مع المجتمع المحلي ومنظماته.
ثانيا : استحداث مركز الاميرة بسمة بنت طلال للتراث الثقافي غير المادي . اذ يهدف المركز في المحافظة على التراث الثقافي غير المادي لاسيما بعد ان اعتبرت منظمة اليونسكو العالمية مؤخرا الحيز الثقافي لبدو البترا ووادي رم احد روائع التراث الشفوي غير الملموس. ويهدف المركز الى الحفاظ على الهوية الوطنية باعتبارها احد المكونات الرئيسة لعناصر الهوية الوطنية والعمل على دعم عملية تحديد وتوثيق التراث غير المادي في الاردن بغرض التعرف على عناصره الخاصة ومكوناته ، بالاضافة الى فهم عمليات تغير التراث عبر الزمن، ويعمل المركز على تسهيل عملية توثيق التراث الثقافي من خلال نشر المعرفة التقنية وتوفير المعدات والبنية التحتية الضرورية واجراء عمليات الحفظ والترميم والتحويل الرقمي لبيانات الوسائط المتعددة المتعلقة بالتراث والمعرضة للخطر، كذلك إنشاء بوابة الكترونية على شبكة الانترنت لتيسير الاتصال بين المنظمات المعنية ودور الحفظ المختصة بالتراث الثقافي غير المادي.
ثالثا : دراسة إقامة فندق تابع للجامعة على ارض مساحتها 13 دونما وذلك لخدمة الجانب العملي في عملية تدريب الطلبة المتخصصين في الفندقة والادارة السياحية وادارة المطاعم والشراب ، وليشكل رافدا ماليا للجامعة .
رابعا : إقامة دورة للأدلاء السياحيين في البترا ، في كلية الآثار والسياحة في البترا التابعة لجامعة الحسين بن طلال لتطور مستوى ألادلاء السياحيين، خاصة وأن إقامتها في مدينة ذات خصوصية سياحية كبرى كالبترا ، تساعد على تطوير الجانب التطبيقي واللغوي للمتدربين، وتمكنهم من الاستفادة من ميزات المدينة وما تحويه من مواقع أثرية تمثل مختلف الحقب التاريخية.
ويأتي انعقاد هذه الدورة كنتاج ثمرة تعاون بين وزارة السياحة وجامعة الحسين لتعمل على إثراء تجربة ألادلاء السياحيين بحكم قربها من الموقع الأثري في البترا وإتاحة الفرصة لهم بالتدريب وتطوير مختلف المهارات الميدانية والمعرفية واللغوية . من خلال مساقات دراسية يتم إعطاؤها للطلبة من قبل هيئة تدريسية متخصصة، إلى جانب تطوير برنامج تدريبي يشمل كافة المجالات التي يجب أن يكون الدليل السياحي على إلمام فيها. بدأت الدورة ضمن الفترة المسائية وبمشاركة عشرين طالبا من خريجي اللغات الإنجليزية والفرنسية والايطالية والعبرية ومدتها ثمانية شهور وبمعدل 480 ساعة تدريبية معتمدة، إلى جانب 14 جولة ميدانية على الأقل لمختلف المواقع الأثرية ويستفاد من الدورة في البترا كونها المقر الرئيسي لمعظم البرامج السياحية للعرب والاجانب ، إلى جانب أنها تتيح الفرصة للطلبة المشاركين بممارسة اللغة ومرافقة الأدلاء السياحيين من أصحاب الخبرة وزيارة مختلف المواقع الأثرية.
تركز الكلية في برنامجها التدريبي على نوعية الدليل الذي يعكس صورة مميزة عن الأردن، إضافة إلى تميزها بالتركيز على السياحتين البيئية وسياحة المغامرات،.
و كلية الآثار والسياحة والإدارة الفندقية التي تنفذ الدورة قد أنشئت عام 2004 جوار المدينة الأثرية في البترا تلبية لمتطلبات إحدى البيئات الهامة في محيط الجامعة وللاستفادة من الواقع السياحي للمدينة وتأهيل الخبرات العلمية والعملية التي تسهم في تنمية قطاع السياحة في الأردن.
خامسا : إنشاء كلية الاميرة عائشة بنت الحسين للتمريض وهي كلية للاناث فقط، أسهمت في سد النقص الحاصل في الكوادر التمريضية في اقليم الجنوب.و تأسيس كلية للمهن الطبية المساندة في جامعة الحسين مطلع العام الدراسي المقبل ، تشكل المهن الطبية المساعدة الجسر الرئيس بين العلوم الانسانية والطب، فدور المختبرات الطبية متسع وشامل في كافة مجالات الرعاية الصحية بسبب ازدياد الحاجة للفحوصات التشخيصية لمعظم الأمراض ، وقد أصبحت الفحوصات المخبرية أكثر تعقيدا بسبب التطورات البيوتكنولوجية بما في ذلك البيولوجيا الجزئية
وكذلك بناء على متطلبات واحتياجات سوق العمل ، وخريج المهن الطبية المساندة هو الشخص المؤهل علميا وفنيا والحاصل على ترخيص طبي قانوني لمزاولة مهنت الطبيية. ويقوم بأداء المهارات الطبية المساندة بكامل أنواعها ، ويتعامل علاجيا مع جميع الحالات المرضية .وترفد كلية المهن الطبية المساندة المستشفيات ومراكز الصحة والعيادات المختصة بكفاءات مدربه فنياً ومؤهله للعمل في مجال التمريض والمهن الطبية المختلفة .
وتعمل على البحث المتواصل لمواكبة التطورات في جميع المجالات العملية للوصول الى مستوى متميز من الأداء وباستمرار وعقد الدورات التخصصية؛ لتأهيل الطلبة وتدريبهم من أجل المساعدة في نشر الوعي الصحي ، ورفع الرعاية الصحية المقدمة ، و تنميه الشعور بالمسؤولية والايمان بمبادئ الشرف المهني ، والإخلاص في الواجب ، والعمل بروح الفريق الواحد .
سادسا: تأسيس تخصص هندسة السكك الحديدية بالتعاون مع الجامعات الروسية للارتقاء بقطاع النقل في منطقة الشرق الأوسط ، ويحتاج هذا القطاع الاستراتيجي الى فتح هذا التخصص المهم حيث ينظر الى النقل بأنه العصب الحساس في الكيان الاقتصادي والاجتماعي على مستوى الدولة باعتباره الوسيلة الفاعلة في تحقيق الاتصال المستمر بين النقاط المختلفة للعملية الاقتصادية والانتاجية.
كما تعد السكك الحديدية في مقدمة وسائل النقل التي تعتمد عليها الدول اعتمادا كبيرا في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية ، وعلى ذلك يقوم الاردن بانشاء السكك الحديدية وتحديثها بالوحدات المتحركة الحديثة والمنشات الثابتة من الخطوط الحديدية على أساس مراعاة خصائص الاستثمار في قطاع سكك الحديد التي يتمثل أهمها في ضخامة الاستثمارات المطلوبة ، ولأنّ سكك الحديد صناعة تحتاج الى رأس المال وتكامل الاستثمارات.
كما ان قطاع النقل بحاجة الى ايلائه اهتماما كبيرا بمجالاته المختلفة كونه العصب الرئيسي للتنمية في أي دولة ، وما زال يعاني من المعوقات الادارية وضعف البنى التحتية والخدمات اللوجستية المساندة ، اضافة الى عدم وجود خريجين في هذا التخصص وكذلك عدم وجود شبكات واساطيل نقل متطورة منتظمة بسبب قلة الخبراء في هذا المجال .
ويسهم الاستثمار في إنشاء السكك الحديدية في هذه المنطقة ، لتنفيذ المشاريع الكبرى للمساهمة في تشجيع وجذب الاستثمار والمستثمرين ، والعمل على تسويقها وترويجها، وخصوصا مشروع الربط البري العربي بالسكك الحديدية الذي يأتي انسجاما مع قرارات القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية بالكويت عام 2009. و تلعب مشاريع السكك الحديدية دورا في تعزيز الاقتصاد ومساندة الحركة التجارية بشكل عام وتعدد طرق النقل وتيسرها على المستثمرين .
سابعا : تأسيس مستشفى خاص لتغطية احتياجات التأمين الصحي للعاملين في الجامعة لتكون رافدا اقتصاديا وذراعا استثماريا للجامعة ، وكذلك مستشفى تدريبيا لكلية التمريض وكلية المهن الطبية المساندة . لان محافظات الجنوب تعاني أصلا نقصاً حادا في الكوادر الطبية المؤهلة، لأسباب كثيرة، منها عزوف أبناء هذه المحافظات للدراسة أو عدم الرغبة في الانخراط في هذا المجال ، في المناطق الجنوبية من المملكة ، ومن ناحية أخرى نجد ان أبناء المناطق الأخرى من المملكة يعزفون عن العمل في هذه المحافظات ، لبعد المسافات ولا سيما الظروف التي يمرون بها دون تحفيزهم ومكافئتهم . والكل يعلم أن للقطاع الخاص دورا كبيرا في مجال الرعاية الصحية ويفيض على العاملين لديه بالحوافز والمكافأت ، تكون عنصر جذب للشباب ذكورا واناثا للدراسة في هذا القطاع الحيوي المهم ومن ثم الانخراط في مرافق القطاع الخاص الطبية ، لكن قلة وجود مرافق صحية تعود للقطاع الخاص في اقليم الجنوب يعدّ أيضا سببا لعدم الاهتمام في هذا المجال ، حيث ان المنطقة مغطاه تقريبا بوجود بعض المستشفيات والمراكز الصحية والعائدة للخدمات الطبية العسكرية ووزارة الصحة .
وتعمل جامعة الحسين بن طلال منذ عام 2008 ، بإضافة نوعية جديدة لمسيرتها التعليمية وذلك بإنشائها كلية الأميرة عائشة بنت الحسين للتمريض للإناث ، وكلية المهن الطبية المساندة العام القادم ، وذلك بهدف الإسهام في سدّ حاجات محافظات الجنوب من مهنة التمريض ، على أمل أن تخدم الجامعة قطاع الرعاية الصحية في هذه المحافظات بشكل خاص والمملكة بشكل عام .لكن واقع الحال يشير بأن هناك الكثير الذي تطمح الجامعة العمل على تحقيقة ، لتضطلع بدورها الريادي التنموي والشمولي الذي وجدت من أجله ، وذلك بالمشاركة مع مؤسسات الوطن الأخرى في صياغة معالم النهوض ، ومن أجل بناء سد النقص الحاصل في هذا المجال ، و لبلوغ أعلى المراتب في هذا القطاع ، فإن الرؤية المستقبلية التي تتمثل بفتح كلية المهن الطبية المساندة الأخرى في جامعة الحسين بن طلال ، ترفد الاقليم والمملكة والمنطقة بالاختصاصيين والممرضين وغيرهم من أصحاب المهن الطبية المساندة لهو خير وسيلة لبناء نظم صحية قوية قادرة على بلوغ الأهداف ومتطلبات المرحلة المقبلة . وستكون رافدا للرؤية الأساسية المتمثلة برفع السوية الطبية بمدينة معان لتكون أيضا الرافعة التي ترتقي بالواقع المجتمعي والصحي الذي من أجله أنشئت جامعة الحسين بن طلال.
ثامنا : تأسيس فندق في كلية الآثار والسياحة والادارة الفندقية في جامعة الحسين بن طلال بمنطقة البتراء ، يرفد الموازنة ويسهم في تقديم التدريب العملي للطلبة.
ويهدف تاسيس الفندق إلى تطوير التعليم الفندقي والسياحي في البتراء من خلال مواكبة المستجدات الحديثة في هذه التخصصات ، لتخريج طلبة يملكون المعرفة والمهارات اللازمة للعمل في القطاع السياحي الأردني هذا القطاع الواعد الذي يخلق فرص عمل كثيرة في هذا المجال .
و حيث تقدم الكلية برامج متخصصة في إدارة الفنادق وإدارة الخدمات السياحية على مستوى البكالوريوس ، وتركز في هذا الجانب على الجوانب التطبيقية والنظرية بشكل متوازن ، لكي تخلق خريجاً متكاملاً من حيث المعرفة والمهارات سواء الفنية أو المعرفية أو اللغوية.
إن قطاع السياحة في الأردن قطاع متطور وواعد يحتاج إلى أعداد كبيرة من الخريجين للعمل في كل الوظائف المطلوبة في هذا القطاع، وكلية الآثار والسياحة والادارة الفندقية في جامعة الحسين بن طلال تحاول سد جزء من هذه الحاجة عن طريق خريجين يستطيعون تلبية الحاجات الإدارية العليا والوسطى والدنيا في المؤسسات الفندقية الأردنية.
إن الطالب هو محور العملية الاكاديمية الكاملة ، ولذلك تسعى الكلية بإستمرار إلى تطوير المناهج من حيث المحتوى ، واللغة ، والجوانب التطبيقية ؛ لإعداد الطالب للنجاح في مساره الوظيفي. وفي هذا السياق عقدت الكلية إتفاقيات مع مؤسسات عالمية ومنها كرسي اليونسكو للتراث والسياحة المستدامة ،بالاضافة إلى التعاون الثقافي من حيث تبادل الأساتذة والطلبة والتعاون في مجال البحث العلمي مع المؤسسات ذات المجال .
إن كلية الآثار والسياحة والادارة الفندقية في جامعة الحسين بن طلال تمتلك كل المقومات للنجاح ليس في الأردن وحسب ، وانما في المنطقة العربية عموماً. وستكون دائماً المبادرة والسباقة إلى تعزيز وتحسين برامجها بما يخدم طلبتها وبالنتيجة القطاع السياحي بشكل خاص والأردن بشكل عام.
تاسعا : البحث العلمي: إن جامعة الحسين حلت ثانية بعد الجامعة الاردنية في عدد البحوث العلمية المدعومة من صندوق البحث العلمي في وزارة التعليم العالي وذلك حسب احصاءات الصندوق ، وهو الأمر الذي يشير بوضوح الى نشاط الجامعة في مجال البحث العلمي ، ولكن هذا النشاط يجب ان يزداد وان ترتفع وتيرته ، خصوصا بعد ارتفاع عدد أعضاء الهيئة التدريسية من 122 عضوا قبل ثلاث سنوات الى 260 عضوا حاليا ، كما ارتفع عدد الطلبة المبعوثين الى 140 طالبا ، عاد نصفهم تقريبا وهم يعملون الان بعد ان حصلوا على درجة الدكتوراه ضمن الهيئة التدريسية ، وننتظر عودة النصف الآخر قريبا وهو الامر الذي سيعطي العملية التعليمية في الجامعة زخما جديدا يسهم في دعم مسيرة الجامعة.
كما أن الجامعة يمكنها خدمة المجتمع عن طريق الإسهام في ربط البحث العلمي باحتياجات قطاعات الإنتاج والخدمات في المنطقة ، و من إحدى الوسائل لتحقيق ذلك تخصيص دكتور لكل مصنع ، تتفاعل فيها من خلالها مع الهيئات التدريسية والطلبة والمختبرات وتتعاون على دراسة المشكلات التي تواجهها قطاعات الإنتاج المختلفة وتعوق تطورها ، ومن ثم تعمل على تقديم الحلول لها ، وقد انتشرت في بعض البلاد الصناعية المتقدمة حتى أصبح كثير من الشركات الصناعية تشجع على ذلك ، وإذا تعذر انتقال شركات الصناعة إلى الجامعات فالحل البديل أن تنتقل الجامعات إليها عن طريق السماح لأعضاء هيئة التدريس بالعمل في تلك الشركات مددا محدودة ، لأهداف معينة ، الأمر الذي يجعلهم يتعرفون على مشكلات الصناعة في الواقع ، وينقلونها إلى الجامعات ، ويجعلونها مدارا لبحوثهم ونماذج علمية يدرسونها لطلبتهم بدلا من الاقتصار على تعليم نظريات مجردة ، تنتهي مع الزمن إلى عزلة الجامعات عن مجتمعاتها.
عاشرا : الحصول على المدينة السكنية لمصنع فوسفات الشيدية بمكرمة ملكية سامية لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة. و من المعروف أن الأوضاع المحيطة بأعضاء هيئة التدريس كلما كانت مريحة ومستقرة سوف يزيد من عطائهم في الجامعة ومن ذلك توفير السكن المناسب. ولقد قامت رئاسة الجامعة بالعمل على توفير سكن لاعضاء الهيئة التدريسية بمكرمة من جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وذلك لدعم الجامعة ، وتوفير السكن عن طريق اهداء المدينة السكنية الى الجامعة بحيث يسكن عضو هيئة التدريس بطمأنينة واستقرار تضمن لعضو هيئة التدريس الاستقرار الاجتماعي والنفسي المستمر بإذن الله.
حادي عشر: الدخول في شراكة تنموية مع منطقة معان التنموية، وذلك للمساهمة في دفع عجلة التنمية في المحافظة .
جاءت شركة تطوير معان ، لتكون المطور الرئيسي في المنطقة بالشراكة مع شركة الجنوب للإعمار والتطوير، ومؤسسة المدن الصناعية، وجامعة الحسين بن طلال.وبفضل شراكتها مع جامعة الحسين بن طلال والتزام الجامعة بأفضل المعايير العالمية، فإن مركز تطوير المهارات سيغدو مركزاً إقليمياً للتميز، وستتم ادارته من قبل مؤسسة عالمية رائدة في مجال التدريب المهني، وقد تم مؤخرا توقيع اتفاقية مع مؤسسة التدريب المهني لإعداد الافراد وتدريبهم في مجالات شتى.
و منطقة معان التنموية ستعزز تطوير صناعات جديدة، مرتفعة النمو، وذات صلة بالبناء، التي من شأنها أن تلبّي الطلب المتزايد فى هذا القطاع، وفي منطقة العقبة، والدول المجاورة، والشرق الأوسط على نطاق أوسع، حيث سيؤدي تطوير مشروع منطقة معان التنموية كذلك إلى فوائد اقتصادية واجتماعية مختلفة، بما فيها معايير عالية للتعليم وتحسين جذري في تأمين الرعاية الصحّية. بالإضافة إلى ذلك، سيضاعف المشروع الحركة التجارية في المنطقة وسيجعل من معان محوراً صناعياً إقليمياً.
ثاني عشر : إنشاء مركز الدراسات والاستشارات وتنمية المجتمع ليكون ذراع الجامعة في تنفيذ دورها المجتمعي.
و تجسيدا لأهداف جامعة الحسين بن طلال في تنميـة المجتمع المحلي، جاء إنشاء مركز الدراسات والاستشارات وتنميـة المجتمع ؛ لتحقيق رؤيـة الجامعـة في تنميـة المجتمعات المحليـة ، وفي خدمـة أهداف التنميـة الوطنيـة الشاملـة.
فقد أولت جامعـة الحسين بن طلال تنمية المجتمع وتطويره عنايـة خاصـة، وجعلت إنجاز هذه المهمـة هدفاً يتصدر أهدافها العامـة التي تسعى إلى تحقيقها ، وانسجاماً مع رسالـة الجامعـة القائمـة على توفير التعليم النوعي، وإجراء البحث العلمي التطبيقي وتنميـة المجتمع المحلي ، يأتي إنشاء هذا المركز لتطوير قاعدة واسعـة من الخدمات الجامعيـة البحثيـة والتدريبيـة والاتصالية والفنيـة التي تقدم لقطاعات المجتمع وفئاته المتعددة.
وتستند رسالـة المركز على استثمار قدرات الجامعـة العلميـة والبشريـة والماديـة وتوجيهها للمساهمـة في تنميـة المجتمع، عن طريق توظيف هذه القدرات بشكل علمي يستجيب لمعطيات البيئـة المحيطـة، والإسهام في دفع مسيرة التنميـة الوطنيـة المستدامـة، ورفع مستوى الإنتاجية والمشاركـة المجتمعيـة وادارة التغيير الإيجابي بما يخدم أولويات التطوير والتحديث.
يهدف المركز الى : إجراء البحوث العلميـة التطبيقيـة التي تخدم أهداف التنميـة الوطنيـة المستدامـة واطلاق برامج بحثيـة متخصصـة في هذه المجالات ,وإنشاء قواعد بيانات علميـة متخصصـة حول خصائص المجتمعات المحليـة وواقعها واتاحتها أمام صناع القرار والباحثين وكذلك إجراء المسوحات العلميـة المجتمعيـة والنوعيـة وتحديثها بشكل دوري ، وتقديم الاستشارات الفنية لمختلف القطاعات الإنتاجية والمجتمعية.
والمساهمـة في رفع سويـة الأداء في مؤسسات القطاعين العام والخاص.
و تنفيذ البرامج التدريبيـة وبرامج التأهيل على المستويين المحلي والإقليمي .
و المساهمـة في تطوير القدرات المعرفية والفنية للعاملين في الجامعة، وتنميـة قدرات الجامعـة في تقديم الخدمات للمجتمع.
والإسهام في تهيئـة خريجي الجامعـة لسوق العمل بالتعاون مع الجهات المعنيـة، من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمـة وتوفير فرص الدعم والتدريب والتأهيل اللازم وتعريفهم بسوق العمل واحتياجاته.
ثالث عشر: إنشاء إذاعة (صوت الجنوب) أول إذاعة مجتمعية تنموية تم تأسيسها من قبل الجامعة وتغطي معظم محافظة معان.
أطلقت إذاعة معان الجديدة صوت الجنوب بثها الرسمي يوم الأثنين 4-2-2007، لتكون أول إذاعة ذات أهداف تنموية موجهة الى المجتمع المحلي . بهدف نشر الوعي والمعرفة وإحداث التنمية والتغيير الايجابي لدى سكان محافظة معان
وتغطي التجمعات السكنية في مختلف مناطق المحافظة التي تشكل 37% من مساحة المملكة.
وتأتي هذه الإذاعة بهدف الإسهام في التحديث والتنمية، كما و تسعى إذاعة معان لتكون أداة لنشر المعرفة والوعي في أوساط الشباب الأردني باعتبارهم هدف التغيير الايجابي،ولم يأت هذا الانجاز إلا بجهود مثمرة كان الدور الكبير فيها لشركاء الجامعة : المجلس الثقافي البريطاني ، والسفارة البريطانية الذين وفروا كامل التمويل لهذا المشروع وقدموا الاستشارة الفنية والمساعدات التدريبية والمالية .
وتلعب الإذاعة دورا كبيرا في تنمية المجتمع ، في ظلّ العولمة الإعلامية ، ولكن اذاعة معان تركز على مجتمع المحافظة .
وتقع الإذاعة داخل الحرم الجامعي في جامعة الحسين ويشرف عليها مركز الدراسات في الجامعة بالتعاون مع مجلس محلي تم تشكيله من أهالي معان وبعض أساتذة الجامعة ، ومعظم القائمين على هذه الإذاعة من الاساتذة و الطلبة ، وخاصة ممّن هم في قسم العلاقات الدولية في الجامعة .
و هذه الإذاعة جاءت كخطوة هامة وجريئة، و الإذاعة وفي هذا المجال تحمل الجامعة مسؤولية كبيرة في تحقيق الرسالة والأهداف التي جاءت من أجلها الإذاعة، أما العاملون في هذه الإذاعة فتقع عليهم مسؤولية مهنية وأخلاقية كبيرة في المساهمة في نشر قيم المواطنة الايجابية وتعزيز المشاركة والتغيير الايجابي الهادف لتحسين أحوال المجتمعات المحلية وتمكينها من التعبير عن ذاتها ، وأطلقت الإذاعة دورتها البرامجية لتشمل برامج اجتماعية وثقافية وشبابية هادفة.
وتستهدف إذاعة معان الجديدة فئة الشباب بشكل خاص والمجتمع المحلي بشكل عام، وتشكل هذه الفئة حسب التقديرات الإحصائية العامة 37% تحت الفئة العمرية 15 سنة حسب احصائيات عام 2004، حيث تعاني فئة الشباب في المحافظة من تحديات اجتماعية واقتصادية وثقافية تحد من قدرتها على إحداث التغيير.
وقد حصلت الإذاعة على منحة بقيمة 100 ألف دينار من المركز الثقافي البريطاني بهدف تجهيز وتوفير الأجهزة والمعدات . وتعتبر الإذاعات المجتمعية " المحلية " وسيلة اتصال جديدة دخلت الى الأردن بعد ان تم تحرير الأثير من السيطرة الحكومية وبعد إصدار قانون المرئي والمسموع الذي سمح بإقامة إذاعات وتلفزيونات خاصة.
رابع عشر: تأسيس مساكن للطالبات مقابل بوابة الجامعة بمكرمة ملكية سامية. وياتي اقامة وحدات سكنية للطلبة في جامعة الحسين بن طلال كإحدى المكارم الملكية الهاشمية لانشاء وحدات سكنية لـ 3 الآف طالب من جامعة الحسين بن طلال وبكلفة تصل الى 5ر12 مليون دينار ، وبمساحة اجمالية تصل الى 44 الف متر مربع مشيرا الى ان التصاميم والاموال جاهزة وقد قاربت المرحلة الاولى على الانتهاء. وان ايجاد مساكن للطلبة في حرم جامعة الحسين سيكون له عوائد اقتصادية افضل للمحافظة وللجامعة اضافة الى تمكينها من استيعاب اعداد اكبيرة من الطلبة.
وتقف جامعة الحسين بن طلال على اعتاب مرحلة جديدة من التطور نتيجة للدعم الذي تلقته في الاونة الاخيرة من جلالة الملك عبدالله الثاني الذي تبرع لها بمبلغ 12 مليونا ونصف المليون دينار أودع منها 6 ملايين دينار لشركة تطوير معان لأغراض اقامة المزيد من المساكن للطلبة.
وبين ان المرحلة الاولى من مشروع اسكان طلبة الجامعة سينتهي العمل بها بحلول شهر تشرين اول 2010بحيث ستوفر هذه المرحلة السكن لـ ( 1500 ) طالب تليها مرحلة اخرى في وقت لاحق.
خامس عشر : الانتهاء من انشاء مسجد الجامعة. علما بان السجد يقام على مساحة ارض تقدر ب 2200متر مربع ،ويتكون من مصلى للرجال يتسع ل(1000) مصلٍ، ومصلى للنساء يتسع ل(400) مصلية،بالاضافة إلى قاعة ندوات ودار للقران ومكتبة ومرافق أخرى بتكلفة تقديرية تبلغ مليون دينار وقد قارب على الانتهاء ويتوقع ان يفتتح في 14/11/2010, من هذا العام،بمناسبة ذكرى ميلاد المغفور له باذن الله جلالة الملك الحسين المعظم .
سادس عشر : انشاء فرع لبنك القاهرة عمان داخل الحرم الجامعي ، ويخدم الفرع الجديد في جامعة الحسين بن طلال كلاً من الطلبة والعاملين في الجامعة وعملاء البنك من سكان مدينة معان، وقد خُصص فيه موقف سيارات خاص بالعملاء لخدمتهم بشكل أكبر.
وعلى غرار بقية فروع بنك القاهرة عمان التي تم افتتاحها مؤخراً وتلك التي تم تجديدها، يتميز فرع جامعة الحسين بن طلال بتصميم حديث يعكس الهوية المؤسسية للبنك. كما يتمتع بتقديمه كافة الخدمات المصرفية اللازمة لعملائه، في أجواء مهنية عالية تتيح لهم إنجاز متطلباتهم بالخصوصية والسرعة الممكنة ، وذلك وفقاً لأفضل المعايير المصرفية الحديثة في خدمة العملاء.
سابع عشر : انشاء مركز للطاقة المتجددة في الجامعة ، ويعتمد عليه في المساهمة في ايجاد الحلول العملية لمشكلة الطاقة من خلال البدائل التي تعتمد على المصادر الرخيصة للطاقة.
اطلاق جامعة الحسين بن طلال مشروعا يهدف الى تطوير انظمة الطاقة المتجددة وتصنيعها بسواعد وطنية وتصميم مبان موفرة للطاقة بالتعاون مع مجلس البناء الوطني في وزارة الاشغال العامة والاسكان .وياتي هذا المشروع الوطني للتدريب الذي تعتزم الجامعة تنفيذه خلال المرحلة المقبلة تحت شعار( شباب من أجل الوطن و وطن من أجل الشباب ) بهدف تطوير انظمة الطاقة المتجددة وتصنيعها.و الجامعة تعتزم اجراء دراسات فنية واقتصادية للإمكانيات المتوفرة في محافظة معان خلال المرحلة المقبلة بالتعاون مع شركات بلجيكية وبريطانية .
وقد وقعت الجامعة اتفاقية تعاون وشراكة مع الجمعية الاردنية للطاقة المتجددة ، لاقامة المؤتمر العالمي للطاقة المتجددة في الاردن نهاية العام الحالي و بمشاركة باحثين على المستويين المحلي والدولي. وتستفيد الجامعة من الطاقة الشمسية في محافظة معان وطاقة رياح كبيرة جدا ايضا ، يمكن اعتبارها بيئة جاذبة للاستثمار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة بجميع انواعها الشمس ،والرياح ، والتكنولوجيا الحديثة للابنية الخضراء .وقد أعدت دراسات من قبل الباحثين في الجامعة تهدف الى تشجيع الاستثمارات والمستثمرين وخلق بيئة تقنية وفنية جاذبه تسهم في خلق فرص عمل جديدة في المحافظة.
ثامن عشر : حصلت جامعة الحسين بن طلال على أفضل تقرير من بين سبع عشرة جامعة أردنية، في التقييم الذي أجراه مركز ضمان جودة التعليم العالي الأمريكي في واشنطن، لموضوع الخطط الاستراتيجية وضمان الجودة في الجامعات الاردنية.
وقد تسلم رئيس الجامعة نسخة من التقرير النهائي الذي أعده المركز الأمريكي، والذي يبين أن وثيقة الخطة الاستراتيجية لضبط الجودة في جامعة الحسين بن طلال كانت مثالا يحتذى به من حيث الوضوح والشمولية التي غطت جميع المعايير، وأظهرت مدى التزام رئاسة الجامعة وكلياتها الأكاديمية ووحداتها الإدارية في دعم وتعزيز عمليات التخطيط الاستراتيجي وضبط الجودة وممارستها المستمرة لتحسين عمليات التخطيط الاستراتيجي في الجامعة.
وأضاف التقرير أن جميع التعليقات على الخطة الاستراتيجية لجامعة الحسين كانت إيجابية ولا يوجد أية ملاحظات سلبية على الإطلاق، مما يشكل مصدر فخر واعتزاز للجامعة، التي استفادت من كونها جامعة حديثة نسبيا، واغتنمت الفرصة في توظيف أحدث الأساليب المطورة في عمليات التعليم كما هو واضح في الخطة، ودعمت ذلك بشراء أحدث المختبرات واستخدام قاعات التدريس المحوسبة، والمكتبة الحديثة والواسعة، إضافة إلى سهولة الوصول إلى البيانات الإلكترونية، وتأسيس إذاعة محلية لخدمة المجتمع المحلي، وتشجيع الجامعة للاستمرار في التخطيط الاستراتيجي وضبط الجودة لقيادة التطوير المستقبلي في السعي نحو التميز.
واخيرا ؛ يجب الإدراك إن الجامعة ما هي إلا مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع لخدمة اهدافه باعتبارها مؤسسة تؤثر فيه من خلال ما تقوم به من وظائف ومهمات ، كما إنها تتأثر بما يحيط بها من مناخات تفوضها أوضاع المجتمع وحركته . هذه الصلة الوثيقة بين الجامعة والمجتمع تفرض على الجامعة ان تحدث دائما في بنيتها ووظائفها وبرامجها وبحوثها تغيرات تتناسب مع التغيرات التي تحدث في المجتمع والمحيط به ،فهي أكثر قدرة على تحقيق تلك الوظائف والاستجابة لمطالب المجتمع ، ومن هذه العلاقة تفرض على التعليم الجامعي أن يكون وثيق الصلة بحياة الناس ومشكلاتهم وحاجاتهم وأمالهم بحيث يصبح الهدف الأول للتعليم الجامعي تطوير المجتمع والنهوض به إلى أفضل المستويات التقنية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والثقافية ، ولعل من أهم تلك العلاقة التي يجب أن تقيمها الجامعات بمجتمعها وتقوم على تنميتها. و ترسخ العلاقة بين الجامعة والمجتمع ، ولعل غياب دور التعليم العالي في الإسهام بالخطط التنموية في البلاد من الأسباب الأساسية في تلكؤ الخطط التنموية ، فالجامعة تحرص على تنمية البحث العلمي والتطبيقي وان تربط البحث بواقع العمل ، وهي تدرس مشكلات الصناعة والزراعة ومعوقات العمل وتحرص على إعداد الأطر والكفاءات البشرية التي يحتاجها المجتمع في مختلف النشاطات ، وتزويدها بأحدث المعارف والخبرات وبالتالي تزويدها للمجتمع .
إن جامعة الحسين قد عملت وتعمل بجد واجتهاد وابتكار بحسن إدارتها ورئاستها الممثلة بالاستاذ الدكتور على الهروط وطاقمها الاكاديمي والاداري ، كأداة تنموية نهضوية تنويرية، اسهمت وتسهم في تغيير المجتمع ورفده بالكفاءات والخبرات في شتى المجالات العلمية والمعرفية والتطبيقية .
والجامعة انجاز هاشمي يراعاه الملك عبدالله الثاني بكل عناية وحرص على ابقاء سيرتها عطرة ، تنافس اعرق الجامعات الاردنية والعربية رغم حداثة انشائها ، اطال الله في عمره وابقاه ذخرا للامتين العربية والاسلامية .
hasanayed@yahoo.com