في الحلقة السادسة التي أرسلها لي القارئ المغترب في الولايات المتحدة فراس جرادات ويريد رايي في رواية بسام ابو شريف نقلا عن رواية عبدالله التل لبسام أن الملك المؤسس عبد الله بن الحسين أساء إلى القائد المنتصر عبد الله التل بعد الانتصار في القدس ومنعه من مطاردة الإسرائيليين الهاربين غربا، هذه الرواية من قبل بسام ساقطة علميا للأسباب التالية:

اولاً: ان اليهود استسلموا في القدس وأخذهم الجيش أسرى.

ثانياً: ان الكتيبة الرابعة بقيادة حابس المجالي مرابطه في باب الواد وتمنع اي حركه لليهود في الاتجاهين شرقا وغربا وهي المسؤولة خارج مدينة القدس وقامت بدورها خير قيام.

ثالثاً: أن الملك عبد الله بعد أن أمر عبدالله التل الذي يرابط في اريحا ومعه محمود موسى العبيدات بنجدة القدس، فإن كلوب والسفير البريطاني كيركبرايد شعرا أن الملك وضع بريطانيا تحت الأمر الواقع وان الجيش العربي فيه ٩٥ ضابط بريطاني ووضع بريطانيا محرج جدا، إذا لا سمح الله انهزم الجيش، ولذلك فإن كلوب والسفير وضعا خطة إنقاذ للموقف وارسلا الكتيبة الرابعة بقيادة حابس المجالي، والتي فيها اول مره يستلم ضابط عربي كتيبه بعد الملك طلال، كي تقطع الإمداد عن اليهود في القدس حتى يتفرغ عبد الله التل لمهمته واحضرا مدافع قويه من مصر ، والتي كتب عنها الضابط الاردني ارشيد مرشود، وارسلا دعما سريعا بقيادة الضابط البريطاني نورمان لاش قائد الباديه واقرب الضابط الإنجليز لقلب كلوب، وقليلون يعرفون أن كلوب كان لا يحب أن يشاركه اي ضابط بريطاني السلطة في الأردن، ولقد افشل مهمة ضابط أرسله قائد الجيش بيك باش المساعدة كلوب، وكان كلوب قائد الباديه واسم الضابط بل وتفنن كلوب في محاربته بذكاء بالغ، وقليلون يعرفون أن كلوب لا يرتاح للضباط الإنجليز الا إذا تخرجوا من بين يديه وكان يوجههم للطرق المثلى في التعامل مع العرب ويشدد على ذلك بتعليمات خطيه، احتفظ بنسخه منها، من هذه التعليمات انه كان يقول خاطب الشيوخ والوجهاء بصيغة الجمع، مثلاً: اسمحوا لنا، تفضلوا، زورونا نتقهوى واياكم، وهكذا. ويوصي الضابط إذا زرت مكانا زور الشيخ واذا زارك رد له الزيارة ويكرر على مسامعهم حساسية العربي لكرامته ويذكرهم بفضائل البدو وكرمهم ووفاءهم وان راعي الاوله ما ينلحق، ولما استلم كلوب قيادة الجيش عين ربيبه نورمان لاش قائداً للباديه، ولا تسمع شيئا عن لاش لأن كلوب يحتكر السلطة ويدير الأمور بحذق بالغ، ويذكرني بالرؤوس الكبيرة الذين يهربون المخدرات في مصر يرددون عبارة في الافلام....(مش في كارنا) اي ليس في مهنتنا ارتكاب الاخطاء وأنه لا يوجد مرة ثانيه وهي مره واحده يجب تنفيذها بإتقان بالغ... وهكذا ما جرى بين السفير وكلوب ..... يعني بإرسال لاش للقدس سيطر كلوب على عمليات الجيش في القدس والشهادة أمام ا لله لقد ابدع الأردنيون جيشا وعشائر في القدس ايما ابداع.

رابعاً: قال لي صلاح أبو زيد أن دخول عبد الله التل إلى القدس بعد النصر قوبل بفرحه غامره من أهالي القدس تضاف إلى المحطات الخالدة التي عاشتها القدس واهمها دخول عمر بن الخطاب، وقال لي مريود التل نقلا عن الشيخ محمد امين الشنقيطي أن الملك لما تبلغ عن الانتصار في القدس كان جالسا وانه حرك كل جسمه وقدميه بنشوه وهو يردد ما معناه (القدس معانا)