ما بين الحسين الجد والحسين الحفيد
محمد بركات الطراونة
07-11-2022 12:19 AM
مشاركة سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، في أعمال القمة العربية في الجزائر، رئيساً للوفد الأردني مندوباً عن جلالة الملك عبد الله الثاني، أعادتني بالذاكرة الى قمة الجزائر غير العادية عام ١٩٨٨،حينها كنت مشاركاً في تغطية اعمال القمة مع مجموعة من الزملاء، وحينها كان جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، محور اهتمام الزعماء العرب ورؤساء الوفود، وكان مقر إقامته مقصدا لهم لينهلوا من معين خبرته، وحنكته في الحكمة والعقلانية، والتصدي للدفاع عن القضايا العربية، وها هو التاريخ يعيد نفسه، ويعاود الصوت الهاشمي ليصدح بقوة و عقلانية في الجزائر مرة أخرى، من خلال مشاركة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد والذي كان محل تقدير واحترام الجميع، لنباهته، وسرعة بديهته، وحضوره، والمامه بعمق في تفاصيل كافة القضايا العربية المطروحة للبحث.
إنه الموقف الهاشمي الذي يشع عروبية وغيرة على المصلحة العليا للوطن والأمة، وقدم سموه وبكل اقتدار الرؤية الهاشمية البارزة والمميزة في تناول القضايا العربية والدولية، وعلى رأسها وكعادة الاردن في مثل هذه المواقف، القضية الفلسطينية والتي تحظى بالاولوية بالنسبة له، ويتبنى طرحها بقوة بكل المحافل العربية والدولية والاقليمية، نعم كانت كلمة سموه شاملة، اتسمت برؤية اردنية هاشمية، منطلقة من مواقف الأردن العروبية، وكانت القدس حاضرة بقوة، حيث ارتبط الهاشميون بها تاريخياً واخلاقياً وشرعياً، ومن هنا جاء تأكيد القمة العربي? على أهمية استمرارية دعم الوصايا الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، حيث جاء ذلك واضحاً في البيان الختامي للقمة، الذي أكد أهمية دعم الوصاية الهاشمية التاريخية، لحماية المقدسات الإسلامية وادارة اوقاف القدس وشؤون الأقصى المبارك، سموه أعاد التأكيد بكل وضوح، على ان السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق إلا على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية.
بدت مطالبة سموه واضحة بأهمية العمل المشترك، من أجل تجاوز الأزمات التي مر و يمر بها العالم، مثل تداعيات واثار جائحة كورونا، والأزمة الاوكرانية الروسية، مطالباً ببناء موقف عربي تكاملي لمواجهتها، أما التعاون الاقتصادي العربي، فقد اخذ حيزا كبيرا من كلمة سموه، حين طرح اهمية العمل للوصول الى شراكات تعاون اقتصادية عربية فاعلة، تحقق تكاملاً اقتصادياً عربياً يعود بالخير والنفع على الجميع، الحالة والأوضاع في العراق وسوريا كانت حاضرة ايضاً في كلمة سموه حين أكد أهمية ضمان امن واستقرار العراق، والعمل بشكل جماعي لإيجاد ?ل سياسي للازمة السورية واعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن وليبيا، تلك مواقف عروبية ينطلق منها الأردن في كافة تفاصيل دبلوماسيته، التي يقودها ويوجهها جلالة الملك عبد الله الثاني، نعم حضور ولي العهد كما وصفه مراقبون كان وازناً واداؤه كان رفيعاً مثل الحكمة والعقلانية والتوازن، الذي يميز سياسة الأردن، تجاه مختلف القضايا.
(الراي)