في عالم يَعجُّ بالدَّوامات العاصِفة التَّي أحْدثَت ولا زالت تحدث الكثير من التغيرات المُتَتاليةِ ، دوَل هوَت واخْرى استنجدتْ وَدول تَصرِخْ وغيرِها تَذْرِفُ الدِّماءَ والعالمُ أجْمعَ يشتكي غلاءً فاحشاً نتيجةً للازمةِ الرُّوسيةِ الاوكرانيةِ وما لحقها من أَزمَةٍ اقْتصاديَّة بِفعلِ الطاقةِ والغِذاءِ.
إِنَّ العالمَ الْيوم يَبرزُ ملامح نظام عالمي جديد متعددٍ القطبية متعدد القَوىُّ بَعد أَن اسْتَمرَّ على النِّظامِ الحَاليِّ أَحاديّ القطبية الأمريكي مُنذُ انهِيارِ الاتحاد السوفيتيِّ.
إنَّه ليسَ بالأمر السَّهل ولادة نظام في رَحْمِ اخرٍ لكنَّ الترف الذي وصلت له الوِلاياتِ المَتحدةِ والإِنغماسِ بالملذاتِ والأَمجاد والسَّعيِ الدَّائم لتَحْقيقِ المَكاسب من كل تحالفاتها وعدم النظر إِلى مَصَالح الطَرفِ الآخر ساعدَ على تحقيقِ البيئَةِ الخصبةِ لهَذا التغْير دُونَ مُقاوماتٍ ، فَاليَوم روُسيا تَضْرِبُ الهَيمنة الأمريكية في مقتلِ وتسعى لتحقيق مبتغاها في اوكرانيا ومنع الناتو من ان يصل لحدودها، بعيدا عن مصالح الولايات المتحدة، ولتكون شريكًا وقوة أخرى ترسم ملامح الأحداث.
ليس ذلك فحسب فَقَط شاهدنا كثير من دولِ العالم تقف في جانب الموقف الرُّوسيِّ المُتَطرفِ الفاشي الذَّي قالها بصريحِ العَبارةِ اننَّي احَاربَ اليَّساريَّة الإِلحادية التي تدعي للتعري والشذوذ الجنسي والانحراف عن الفطرة وهدم الأسرة، عائدًا بنا إلى التاريخ وما قام به هتلر في محاربة الالحادية.
إن قوة الموقف الروسي تكمن بالسيطرة على طاقةِ أوروبا وبالتزامن مع اقتراب الشتاء رافقُ ذلك طلب شديد على مصادر الغاز للتدفئة مما أحدث الكثير من الاضطِراباتِ والاعتصاماتِ الدَّاخليةِ في أوروبا حتى وَصلَت إلَى عَمَالقةِ القَارة ، إنَّ ذَلكَ ساهمَ فِي رفع أسهم اليمين المتطرف المُتَوافق مَعْ ايدولوجِيةِ بوتين في كثير من الدول فَقَط وَصَل حزْب إيطاليةِ الفتاةِ للرئاسةِ وَكَذلِكَ تغيير رئاسة الحُكومة في بريطانيا، وها نحن نَجِد اليَمين يَكتسِحُ الانتخاباتِ الإسرائيليةِ ، وَقْد يُرافِقُ هَذه الأحْداث نتائجَ صَادمة وغير متوقعة في انتخابات التجديد النصفي في الولاياتِ المتحدةِ تساهمُ فِي إعادَةِ الحِزب الجُمهوريُّ اليميني، فالمناوشات الاعلامية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري ترتفع وتزداد والعالم يرتقب هذه النتائج وما يَخلفُها مِن تَبَعيّاتٍ ، وَفِي الخِتَام نَسألُ اللهَ ما هُو الخيرِ والسَّلامِ لنَا وَلأَهل الإسْلامِ .