من يكتب نقدا او مدحا في مجلس الاعيان وتشكيلته لا بد ان يكون (غاياتيا) واغلب ما يطغى في هذه الاحوال ضياع فرصة لاحد اصدقاء الكاتب او ان الكاتب ذاته يضمر بعض رغبة في في عضوية المجلس، والحقيقة انني صاحب غاية ومصلحة في محاولة قراءة تركيبة مجلس الاعيان الحالية، لكن ليس لاحد السببين السابقين، ولم اك راغبا ابدا تناول مجلس الاعيان باية قراءة نقدية، ورغم انني لا اقر تسميته بمجلس الملك لان كل مجالس الدولة هي مجالس للملك (النواب، الحكومة، الاعيان، القضاء، الجيش، والمخابرات، والامن) كل شرعياتها منبثقة من وسم الملك..

من اطلق هذه التسمية على مجلس الاعيان؟! لست ادري..

ما ادريه انه ليس مجلسا للملك وتسميته الدستورية (مجلس الاعيان)…

ولقد راودني الكثير من التردد في الذي اكتبه اليوم، لكن موضوع العنوان كان دافعي الذي حفزني ان اقول.. وقبل ان اقول اي شيء
ليسمح لي القارئ بتطمينه ان لا علاقة بيني وبين الدكتور معروف البخيت عافاه الله، بل على العكس اخر ذكرياتنا المشتركة وهو رئيس للوزراء في المرة الاولى قد نال من مصدر رزقي واسهم في اغلاق الصحيفة (الهلال) التي كانت تأويني مع ٣٧ اسرة وقد بلغ الضغط علي بموافقته من قوى التأثير والالغاء لتدخل جلالة الملك حفظه الله ورعاه، بايوائي في مملكة البحرين ايواء كريما عزيزا استمر ثلاثة عشر سنة تقريبا..

ولقد عرفت الدكتور معروف البخيت منذ سنة ١٩٨٤ مرافقا عسكريا لسمو الامير الحسن بن طلال.. وكنت على تخوم العمل الشبابي تحت ظل الامير الحسن وتقاطعت اقدارنا حتى انضممت للشرف بالعمل في الديوان الملكي الهاشمي العامر وتعمقت علاقتنا حد التلازم اليومي
برعاية وتشجيع من الدكتور مصطفى حمارنة…

ولقد تابعت عبر اسفارنا الدائمة وبحكم مقاربات عملنا اليومي معروف البخيت عسكريا نبيلا نظيف اليد وثابر على تثقيف ذاته بطريقته الخاصة وابلى بلاء محمودا في معركة التفاوض مع يهود في تسعينيات القرن الماضي واشهد فيه انه كان لا يضن برأي سديد حين يتاح له او يطلب منه ذلك (بين يدي الحسين والحسن) ثم ظللنا نتواصل حتى اصبح رئيسا للوزراء وباعدت بيننا الاولويات وانقطعت الصداقة
وتحولنا الى حالة من التضاد من موقعين مختلفين (هو الرئيس) و(انا الكاتب) ولم يبخل علي بأي شيء استطاعه ولقد بادلته ذات الفعل…

ولقد كان هدفه مع (اللعيب الاقوى وقتذاك) ان يضعاني في السجن ولو مدة محدودة، لكن سيدنا لم يسمح بذلك ابدا وكانت التسوية
اغلاق صحيفة الهلال، ثم الترحيل الثاني الى البحرين…

ولقد اعتدنا على ذلك من قبل عام ١٩٩٦ حين رحنا من المقر السامي الى لندن للدراسة وعدنا بامر من الحسين رحمه الله..

اعتذر من القارئ الكريم اذ اثقلت عليه بتفاصيل تبدو محض شخصية، لكني اوردتها لسبب اخر وهو انني اباهي بفكري الذي انتسب اليه
فكر (وطن الرسالة) الفكر الهاشمي، الذي علمني ان اكون مواطنا ينحاز للاردن وليس لاهوائه الخاصة..!!

هذا اليوم اعبر عن عتبي وعن حزني للالية المتبعة التي اخرجت معروف البخيت من مجلس الاعيان واتت ببدلاء من مدرسة المعارضة وممثلي جماعة الاختطاف وجناعة التمويل الاجنبي وسواهم وبسرعة اقرر ان من يعترض على وجود المعارضة في الدولة بكل اطرها يكون مخطئا ففلسفة الحكم الهاشمي تتسع لكل الوان الطيف وهذا مصدر قوة لدولتنا وليس نقطة ضعف!!!…

(هل قلت لكل الوان الطيف)؟! واول الطيف الضروري هو طيف معروف البخيت وطيف يوسف القسوس وطيف جمال الشوابكة وامين القطارنة ثم تتبع الاطياف الاخرى هل من صمم واجاز واقر ونسب وفبرك قائمة الاعيان يعرف من هو معروف البخيت؟! وهل اخلاقيا
ان فارسا من فرسان الجيش، قد خذله بدنه شافاه الله والزمه كرسي للحركة بعد ان قدم كل روحه للاردن وهو على الحافة (كلنا على الحافة) هل هذا السلوك يشبهنا وهل معروف البخيت يستحق منا هذا ويضاف الى كل ذلك اضحت المناقلات في مجلس الاعيان مناقلات عائلية؟! طراونة محل طراونة عبادي محل بخيت والله انا عاجز عن الفهم للذي جرى فمعروف هو في معانينا الاجتماعية احد مصدات الحب عن العاصمة وهو في ملبسه كان فتنة صبايانا حين كان يمشي خلف الحسين رحمه الله عسكريا وسيما في حفل تخريج مؤتة وهو سفير قدم وضحى وهو رئيس وزراء تحمل كل ثقل الموجة الاولى في الربيع الغاضب الغامض ثم مرض !!

الله يشفيك يا معروف يا ابو سليمان والله اني اشهد فيك شهادة غير المحب لك لكن المحترم لوطنيتك انك نظيف اليد، لم تبع ولم تشتر على ما ظهر من الذي نعرفه والله اعلم بعباده في النهاية!!

من اقدم على فعلة ابعاد الدكتور معروف بهذه الطريقة القاسية واجازف بالقول غير المحمودة!؟..

اجتهد بالقول ان تشكيلة مجلس الاعيان قد جاءت من تحت ظلال معركة (استطلاع الجامعة الاردنية الذي شكل هجوما تطييريا للحكومة ورئيسها) والظل الثاني معركة التعديل او اعادة التشكيل او رغبة البعض والذي عمل على ترحيل الحكومة قبل ترحيل معروف البخيت…

اذن.. فان استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية غير البريء وغير الاكاديمي وانا بالمناسبة لست ضد استطلاع الدكتور نذير عبيدات ضد الحكومة لكني ضد كل استطلاع في العالم وهو اكذوبة ارتدت صفة الموضوعية وبلعها ناسنا كاحدى عوائد حضارة الغرب المتوحشة والمعادية وانه لا قيمة لها في التاريخ وان استطلاعنا كامة سيظل محكوما في منهج الفاروق الفذ عمر بن الخطاب صانع الحضارات العادلة والعربية حين استفتى اهل المدينة المنورة عن الخليفة كل التبكيش الاستطلاعي وهم عمري بحياتي ما اقتنعت به خاصة ان الممول اجنبيا والاستيزار صار يمر عبر هذي البوابة واستطلاع الدكتور نذير عبيدات كان ايذانا برغبة لوبي فاعل في ترويح حكومة الدكتور ال بشر خصاونة

الاستنتاج المباشر ان لا دخل للحكومة ورئيسها في فعلة اقصاء معروف المشينة لان الحكومة كما كان واضحا انها اضحت خارج التغطية.

وانها كانت تلملم سنابلها واحدة واحدة للمروق من سم الخياط وهنا اود ان ارفع امتناني وعرفاني ودعائي للملك المحترم جلالة ابو حسين الذي لم يرضخ لكل ضغوطات خواجات المرحلة وابقى على بشر الخصاونة وحكومته.. لسبب واحد ان اخر شخص في الدولة يشبهنا كاردنيين هو بشر الخصاونة وان يده نطيفة ولم يتقن مجالسة الموائد الدورية الباذخة….

والمخابرات ؟! هل اسهمت في اقصاء معروف البخيت ؟! ان مراجعة متانية هادئة تشي بان دائرة المخابرات العامة لم تقبل بمراجعة القائمة حتى ومن دون الادعاء باي معلومة عندي فقط احلل انني لم اشتم رائحة عضو واحد محسوب على الدائرة بل على العكس ان بعض من كان محسوبا مباشرة على الدائرة قد غادر واستبدل باعضاء عرف عنهم ضراوة التعبير في صفوف المعارضين….

اذن.. من شكل هذه التركيبة!؟

هل يعقل ان تستدعى المعارضة بكل ضجيجها ويستبعد مروان المعشر عن عضوية المجلس!؟ سيقال لنا معالي ابو صالح اطال الله في عمره اولى !؟ واقول ان معالي ابو صالح ومعالي مروان ضرورتان وطنيتان طالما ان مهندس قائمة المعارضة قد فتحها (عالغربي)!!!

ثمة اختطاف واقتراف لاخطاء لكن المجلس الحالي شهد تجليات مشرفة وبريقها اخاذ ان قامات خدمت الاردن وهذا اول هدف لمجلس الاعيان قد تبوات مقعدها المستحقة له وتطول القائمة في ذلك

ما احب ان اختم به.. نعم ان التمويل الاجنبي قد اضحى حزبا فاتكا له وزراء ومراكز دراسات واستطلاعات بقادرة ان تفتك باي حكومة
وان الحلقة الاضعف قد اصبحت من يحسب نفسه على الدولة..

قال لي احد الاصدقاء حين سالته عن اقصاء احد الكتبة بان السبب ولاؤه المتطرف، والمرحلة لا تحتمل هكذا حالة، وضحكت!!

وثمة اخطبوطات قادرة ان تحشد وقادرة ان تبيع الوهم وقادرة ان تسوق زلمها لكن كل ذلك سيظل الشكر موصولا لسيدنا ادام الله عزته
الذي بأمر المولى (اطعمنا من جوع وامننا من خوف) وابقى على حكومة ال بشر ليقول للجميع (خلوا اللعب دوما في اطار وطني … والا)

معروف البخيت ستظل شارة وطن ووسام شرف لجيلنا لاننا عرفناك وخاصمناك واحببناك وخالفناك لكنك بقيت وطنيا وبك نفاخر..