يعد القمح مادة غذائية اساسية واستراتيجية مهمة لتحقيق الأمن الغذائي في بلد مثل الأردن إذ يعتمد السكان عليها كمادة اساسية في غذائهم ولا يستطيعون الاستغناء عنها او التخفيف من استهلاكهم منها.
في عام ١٩٦٥ بلغ إنتاج الأردن من القمح نحو ٤٢٥ الف طن وقام الأردن بتصدير القمح إلى كل من مصر والسعودية ودول أخرى، ولكن منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي اخذ إنتاج الأردن بالتراجع الملموس في إنتاج القمح عاما بعد آخر.
ومرد ذلك إلى ارتفاع أسعار الأراضي والتوجه نحو العمران في الأراضي الزراعية التي تآكلت بفعل الزحف العمراني والتوجه نحو زراعة الأشجار المثمرة وعزوف كثير من المواطنين عن الزراعة ولجوئهم إلى الوظائف والعمل خارج الأردن، بالإضافة إلى شح الأمطار وغيرها من الأسباب مثل عدم تشجيع مزارعي القمح ودعمهم واللجوء إلى الاستيراد بكلفة اقل من دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
يحتاج الأردن إلى نحو ٩٠٠ الف طن من القمح سنويا في حين ينتج منها ما لا يزيد على ٢٠ الف طن وهي نسبة قليلة تؤشر إلى خطورة الاعتماد على الاستيراد.
الأردن وعلى الرغم من الأسباب السابقة الا انه بحاجة إلى الاعتماد على نفسه في زراعة القمح وإنتاجه وان توفر الاستيراد لأن الأحوال السياسية متقلبة في العالم ولا بد من توفير هذه المادة محليا حتى لا نخضع لمخاطر عدم توفره مستقبلا.
والأردن قادر على ذلك من خلال الحد من الزحف العمراني على الأراضي الزراعية وتوفير تقنيات زراعية جديدة واستيراد بذور محسنة تناسب البيئة الاردنية ودعم المزارعين.