ترأس ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني الوفد المشارك في القمة العربية بالجزائر، وألقى كلمة استهلها بالحديث عن القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أهمية السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، كخيار استراتيجي، يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقد أكد سمو الامير ولي العهد على أن؛ «القدس، مركز وحدتنا ودفاعنا المشترك عن هوية الأمة، والأردن مستمر بدوره التاريخي في حماية المقدسات ورعايتها، بموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية».
القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى وأساس الصراع ومفتاح الحل وأينما حضر الأردن حضرت القضية الفلسطينية بقوة.
ولي العهد في كلمته تحدث أيضاً، عن الدول العربية وأهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي بها.
مشيرا إلى أن استقرار وأمن المنطقة العربية، يوجب دعم الأشقاء في العراق، لتمكينهم من الاستقرار والإنجاز، والعودة إلى الدور المهم في المحيط العربي.
وطالب ولي العهد بضرورة العمل العربي الجماعي لإيجاد حل سياسي، يحفظ سيادة سوريا ووحدتها ويكفل العودة الطوعية الآمنة للاجئين.
كما أكد ولي العهد على أن الاستقرار في اليمن وليبيا، شرط للمستقبل المشرق في العالم العربي، وتقع المسؤولية في حل المشكلات والأزمات على جميع الدول العربية.
واختتم سمو ولي العهد الأردني كلمته بالحديث عن الشباب العربي، حيث أشار إلى أن الشباب العربي النابض بالحياة والأحلام، أمانة في أعناقنا، وعلينا توفير الفرص التي تنمّي إمكاناتهم وتطلق ابداعاتهم، لتساهم في بناء المستقبل الواعد، وتكون قوة مؤثرة لتحقيق السلام والتنمية المستدامة، لما فيه الخير لمنطقتنا وعالمنا.
مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في الجزائر، أكد على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط.
لقد شدد القادة العرب على تمسكهم بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، والالتزام بالسلام العادل والشامل.
وقد تضمنت مسودة القمة ثلاثة بنود تخص المسائل الأمنية والأمن العربي والعلاقة مع دول الجوار، تشير بوضوح إلى التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، إضافة إلى تخصيص بند يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز التنسيق بين المنظومة الأمنية العربية في هذا المجال.
في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في الجزائر، والذي أطلق عليه قمة «لم الشمل» شدد القادة العرب على على ضرورة بناء شبكات تعاون اقتصادية عربية حقيقية وفعالة، لتضع الدول العربية مكانها على خارطة الاقتصاد العالمي، فالأزمات التي يشهدها العالم، مثل تداعيات جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، تتطلب عملا عربيا تكامليا لمواجهتها، وخاصة وأن آثارها انعكست على ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وكلف خدمة المديونيات العامة، وتباطؤ النمو الاقتصادي، الذي يهدد استقرار الدول وأمنها المجتمعي.
القمة العربية الأخيرة نادت بالعمل العربي المشترك استجابة للوضع القائم والاستحقاقات الرئيسية للمنطقة العربية.
العالم العربي يعاني من تحديات متشابهة، ويمتلك فرصا مشتركة، والتعاون والتنسيق هو الطريق الآمن لتفعيل الإمكانات والفرص الواعدة في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والسياحة والزراعة.
مشاركة ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني بالقمة العربية كان بملامح تحمل الدراية والحنكة السياسية التي هي ميراث هاشمي يعتز به الأردنيون.
حمى الله الأردن .
aaltaher@aut.edu.jo
"الرأي"